أعلن المتحف القومى في الإسكندرية، عرض مجموعة من الشواهد الجنائزية تخص رهبان عمرها 14 قرناً من الزمان بما يوازى 1400 سنة.
وقال هيثم محمد، أمين المتحف، إن الشَّواهِد الجنائزيَّة عبارة عن لَوْحات مُربَّعة أو مُستطِيلة الشكل غالبًا، وهي تُصنَع إمَّا من الحَجَر الجيري أو الحَجَر الرَّملِي أو الرُّخام أو الجرانيت، وكانت عادةً تُقام على مقابر الموتىٰ، وتحتوي على كِتابَة باللُّغة اليُونانيَّة أو باللُّغة القِبطيَّة فحواها اسم المَيِّت والشَّهْر واليَوْم الذي تَوَفَّىٰ فيه، وأحيانًا تتضمن صلاة بطلب الرَّحمة والرَّاحة لنَفْس المُتَوَفَّىٰ.
وأوضح محمد، وفق بيان، أن هذه الشَّواهِد على جانب كبير من الأهمِّيَّة، فهي بالإضافة إلى ما تَمُدُّنا به من أشكال وأنواع الكِتابَة القِبطيَّة المُختلِفة وأساليبها الإنشائيَّة العديدة، فإنها مصدر لا بأس به يُمكِنُنا أن نَّستقِيَ مِنْه أسماء المُدُن والقُرىٰ المِصْرِيَّة التي كانت معروفة في تلك الحِقْبَة الزَّمَنِيَّة، كما نستمِدُّ منها أسماء الأعلام القِبطيَّة التي ترجع في أصلها إلى مصادر أسماء الآلهة والأعلام المِصْرِيَّة القديمة مثل اسم آمون وفيبامون وسرابامون وأبولو وسرابيس ومينا وغيرهم، وهذه كلها كانت أسماءً لِقِدِّيسِين أو رُهبان وما زال هذا الأثر باقِيًا إلى اليَوْم.
ولفت الى أن قِسْم الآثار القِبطيَّة والبيزَنْطِيَّة فى المتحف، يعرض مجموعة من الشَّواهِد الجنائزيَّة المُمَيَّزَة والمُتَنَوِّعة التي تَعكِس طُرُزًا فنِّيَّة مُتعدِّدة وموضوعات جنائزيَّة ودِينيَّة ورمزيَّة مُختلِفة، كما أنَّ العُنْصر الموضوعي يَعكِس مَزِيجًا من العناصر والأفكار والمَوْروثات المِصْرِيَّة القديمة واليُونانيَّة والرُّومانيَّة المُختلِطة فى بعض النَّماذِج؛ ومن بَيْن تِلْكَ المجموعة الرَّائِعة شاهِدة جنائزيَّة (طراز أرمنت) لأحد القِدِّيسِين الرُّهبان وهو يُدْعَىٰ “فلَامنِيس” (فلَمنِيس).
وجاء وصف الشواهد، بأنها عبارة عن لَوْحة مُستطِيلة طُوليَّة الشَّكْل مُنَفَّذة بأسلوب النَّقْش أو الحَفْر البارِز، تنقسِم إلى جُزئيْن: القِسْم العُلْوي يتَّخِذ شَكْل واجهة معماريَّة مُثلَّثة الشَّكْل، ضِلْعا المُثلَّث من الجانبَيْن مُزَيَّنان بأفرُع أو أغصان نباتيَّة، ويتوسَّط القِمَّة المُثلَّثة الصَّلِيب اليُونانِي، ثُمَّ يَلِيه من أسفل طُغْراء (مونوجرام) السَّيِّد المَسِيح عبارة عن حَرْفَيْن XP مُتقاطِعَيْن (☧)، يحيط بهما حرفان A, ω يُمثِّلان الحَرْف الأوَّل والحَرْف الأخير من الأبجديَّة اليُونانيَّة، ويَرمُزان إلى البداية والنهاية، وعلى كِلا الجانبَيْن الأيمن والأيسر أنصاف عمود زهرة اللُّوتس (طراز مِصْرِي قديم)، أما القِسْم السُّفلِي يحتوي على نَقْش مكتوبًا باللُّغة القِبطيَّة ومُكوَّنًا من خمسة أسطُر، محصورًا بَيْن علامتي العَنْخ المِصْريَّة ☥ (صلِيب العَنْخ لاحقًا) من الجانب الأيمن والأيسر.
تعود الشواهد الجنائزية إلى القرنين السادس والسابع الميلاديين، ومصنوعهة من الحجر الرملى، وتعرض حالياً فى الطَّابِق الثَّاني (عُلْوي)، بقِسْم الآثار القِبطيَّة والبيزَنْطِيَّة بقاعة الفخار والأخشاب القِبطيَّة (عَرْض خارجي).