كتب – صموئيل العشاي:
أكد اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة المصري الأسبق أن “إسرائيل” تواجه تحديًا كبيرًا أمام حزب الله في أي مواجهة عسكرية محتملة. موضحاً أن تكلفة الحرب البرية ضد حزب الله ستكون باهظة جدًا، لدرجة لا تستطيع حكومة نيتنياهو تحملها، خاصة في ظل التجربة السابقة التي تحمل ذكريات الهزيمة من حرب 2006.
وأشار رشاد مؤسس غرفة العمليات خلال حرب أكتوبر 1973، إلى أن الدافع الرئيسي الذي يقود نيتنياهو نحو التصعيد العسكري في الوقت الحالي هو محاولتها إعادة المستوطنين الذين نزحوا من المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة بسبب تهديدات حزب الله. وبيّن أن هذا النزوح يشكل أزمة سياسية عميقة لحكومة نيتنياهو، إذ أن نزوح مئات الآلاف من المستوطنين يؤثر بشكل كبير على معنويات الجيش وحكومة الاحتلال وكذلك على المستوطنين أنفسهم، مما يجعل “إسرائيل” تبحث بشكل مستميت عن حل لهذه الأزمة.
وأوضح رشاد ، وهو أحد أهم الخبراء في الأمن القومي العربي، أن رئيس حكومة إسرائيل تسعى لتحقيق هدفها من خلال تكتيكات عسكرية تعتمد على القصف الجوي المكثف، إضافة إلى الهجمات السيبرانية والاستخبارية التي تهدف إلى إضعاف حزب الله وإجباره على الدخول في مفاوضات تهدئة أو هدنة برعاية الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن هذه المفاوضات قد تمنح حكومة الاحتلال فرصة لتحقيق مكاسب على طاولة المفاوضات لم تستطع تحقيقها عسكريًا. مشيرا الي ان الهدف الاستراتيجي هو تحويل الحرب مع حزب الله إلى نزاع إقليمي شامل، لجرّ إيران إلى المواجهة.
وأوضح رشاد الذي يعد من أهم الخبراء في الأمن القومي العربي، أن حكومة نيتنياهو تسعى لاستغلال هذه الحرب لضرب المشروع النووي الإيراني، الذي يشكل تهديدًا استراتيجيًا طويل الأمد على أمنها.
وشدد اللواء رشاد الذي يعتبر احد أبطال القومين الكبار في مصر، على أن “إسرائيل” لن تلجأ بسهولة إلى شن حرب برية ضد حزب الله، مشيرًا إلى أن الكيان جرّب الحرب البرية في 2006 ولم ينجح في تحقيق أهدافه.
وأكد رشاد أن قدرات حزب الله اليوم أكبر بكثير مما كانت عليه في السابق، وأن جنوب لبنان يختلف تمامًا عن قطاع غزة من حيث القدرات العسكرية والبنية التحتية القتالية، مما يجعل “إسرائيل” تفكر مرتين قبل الانجرار إلى حرب برية مكلفة ربما تحمل معها ذكريات الهزيمة وتكلفة لا يُمكن تحمّلها.