اسم مصر حائر بين العراقيين والفينيقيين واليهود والعرب، وآخر صيحة مع اليمنيين!
كل اللي بيتشطر دلوقتي وعامل فيها باحث همام، مخلّي تركيزه في تشتيت رموز الهوية المصرية، عشان خايف من الكذب اللي ورثناه عن الكتب الصفراء والحمراء والزرقاء، الإسرائيليات اللي بتتهمنا بالعبودية والظلم. والمثل الشعبي هنا بالمقاس المظبوط: الأحبة تلهيك وتجيب اللي فيها فيك!
لغة وكلام مصر الحالية من جذور وقواعد لغتها وكلامها المصري القديم!
كمان أسامي مصر الحالية برضو من إنتاج وإبداع وكفاح وعرق المصريين، جيل بعد جيل!
يعني “إيجيبت” جذرها من تأنيث “جب”، مراته المقدسة السماء “نوت” اللي بقى اسمها “جبت”! حتى الألف مش زيادة ولا حاجة، دي في أصل الكلمة في حالة التصريف، جب/ إجب.. جبت/ إجبت.. وكل حروف البدايات لازم اللي بيترجم يتعامل معاها كده، بكل حالات تصريفها!
كمان الخناقة دلوقتي ومن زمان في اسم “مصر” اللي أساتذتنا والمثقفين بتوعنا سلموا سلاحهم وفرطوا فيه للعرب واليهود ببساطة، رغم إن دول ودوكهمه مقدروش حتى يسموا نفسهم، وأساميهم وتلتين كلامهم -بما فيه النصوص المقدسة- متصرفة من جذور مصرية أصلية!
اسم “مصر” ظهر له جذر من عصر الملك أمنمحات الأول في اسم آخر شهر من شهور السنة المصرية، اللي لسه موجود في التقويم القبطي بالنطق اليوناني: “مسرا”!
بعد شوية ظهر الاسم بصراحة ووضوح في رسائل الملك أمنحتب الثالث، باعتباره “ملك مسرا”، يعني ملك مصر!
المضحك بقى إن الدليل الأخير ده لأنه حاسم، قامت مجموعة الباحثين إياهم -دوله ودوكهمه- بالتشكيك فيه، رغم إنها ثروة أثرية تساوي ثروات عشرين دولة، وقالوا إن رسائل تل العمارنة دي كلها مزورة! ببساطة كده وزغرتي يا اللي منتِش غرمانة!
أيوة، ما هو عندهم أهداف ونتائج لازم يوصلولها، مصر دي غير مصر التانية والتالتة.. لخ!
نيجي بقى لأقدم وأوضح دليل مباشر لاسم “مصر”، لفظ ظهر من عصر الدولة القديمة، ومعظم أساتذتنا في علم المصريات كتبوا عنه، إنما كتبوا وهم خجلانين ومكسوفين، فما حصلش النتيجة اللي كان مفروض تحسم الجدل وتزيل الشك عن مصرية اسم “مصر”!
السبب إن الجذر اللي حسب النطق الاصطلاحي اللي توهنا معاه: “مجر”/ “مدجر”، سواء بالجيم الناشفة أو المتعطشة، باعتباره وصفًا لأقدم حاجز أمني في الوجود، كانت مصر عاملته عشان الركش اللي كل شوية كانوا ييجوا يسرقوا ويعملوا مشاكل، فكان أول حاجة بتقابلهم الحاجز ده، فبقى هو كناية عن اسم “مصر” كلها!
طب التوهان ده حصل فين وإزاي؟
حصل هنا ومن أساتذتنا وكتابنا الكبار، إنهم سلموا بالنطق الاصطلاحي، رغم إن نفس النطق الاصطلاحي ده، كان تايه ومالوش كلمة في شوية رموز، بينطقوهم بطريقة ملهاش أي علاقة بمصر، لا القديمة ولا الحالية!
حروف أو رموز زي دي، اختصرها النطق الاصطلاحي كلها في علامة الدي اللي تحتها شرطة ḏ، واتمحت معالم الجريمة:
𓍑 𓏙 𓆓 𓌀 𓌥 𓂭 𓇥
والمفروض إن الرموز دي، مادام محل خلاف واجتهاد، لسه لغاية دلوقتي، يبقى لازم يتوضح الخلاف ده للدارس وللهواي، وإن نطقهم يجوز يكون جيم جافة أو متعطشة أو زين أو ظاء أو ضاد أو صاد.. لخ! يعني تدي مجال لتجريب النطق بأي حرف من المجموعة دي، ومتسدش باب التواصل بين القديم والجديد!
وعندنا أكتر من نموذج واضح للجذور اللي فيها الحرف ده ḏ، وبيتَنطق بالاصطلاحي:
- “دجبع” وفي المصري الحالي “صباع”، وفي العربي “إصبع”!
- دجبغ = صبغ، وفي المصري الحالي = صبغ!
- دچنود = غضبان، في المصري = زنود، ومنها كمان “قنوط”!
- دجنجن = محبوس/ مقطوع الرأس، ومنها “زنزن” و”زنزانة” مكان الحبس!
- دجرت = حفنة سلف، وواضح تصريفها مع “قرض”!
يبقى لو كان المصريون اللي نقلوا عن الخواجات اجتهادهم أو حتى نواياهم السوداء في قطع التواصل، لو كانوا اتصرفوا حسب الواقع ونقلوا لتلامذتهم مجال تصريف الحروف والرموز دي مكانش حد هيهمل الجذر المهم لأغلى اسم في الوجود: مصر!
دول حتى ما استفادوش من نطق العبري اللي حاشرينه معانا في كل حاجة، “مشري”، والمفروض أن معظم السينات عندهم بينطقوها شين: سلام/ شالوم – سألوني/ شألوني.. لخ.
يبقى وإنت بتشرح الكلمة دي، لازم تقراها: مصر
مصر = مصر
لو نطقتها “مجر” يبقى رجعتنا لنقطة الصفر، وضيعت كلامنا ولغوتنا، وسيبنا مصيرنا بإيدين الضباع النهاشة، اللي لابدة لنا في الدَرَة!