دك الصحفي المثير للجدل إبراهيم عيسى معاقل اليسار المصري، مسلطًا الضوء على ما يعتبره انحرافًا عن القيم والمبادئ الفكرية التي يؤمن بها أعضاؤه. وقد وصف اليسار والجماعة الإسلامية بأنهما وجهان لعملة واحدة، مما يثير الكثير من التساؤلات حول توجهاتهما وأهدافهما السياسية.
تصريحات إبراهيم عيسى
خلال برنامجه الأكثر شعبية في الوطن العربي “حديث القاهرة” المذاع على قناة “القاهرة والناس”، اصطدم عيسى باليساريين بشكل مباشر، في مواجهة واضحة لتشجيعهم لجماعات الإسلام السياسي. فقال: “أشعر أن أغلب البسّاريين هم إسلاميون بس يا عيني مش عارفين يصوموا رمضان! يعني لو الإسلاميين يطلعولهم فتوى إن ممكن ما يصوموش رمضان هيخشوا الجماعات الإسلامية عدل، أو فيهم اللي مغرم بالكحول لو قالولهم الكحول ممكن يتشرب هيخشوا الجماعات الإسلامية. ده الجماعات الإسلامية أول ما يعملوا كده ‘بيشاوروا’ مش بيجروا يهرولوا!! لا خدوا درس 30 يناير ولا 3 يونيو ولا أي حاجة إطلاقا، وحتى لو اتفقتوا مع اللي بيطالب إن الإخواني ماينفعش تتعامل معاه كده… ليه؟ لأنهم وجهان لعملة واحدة.”
قراءة انتقادات إبراهيم عيسى لليسار
1. الهوية السياسية المتناقضة:
أشار عيسى في حديثه إلى أن العديد من اليساريين أصبحوا يميلون، في جوهرهم، إلى التيار الإسلامي، رغم عدم اعترافهم بذلك. هذه الإشارة تعكس تناقضًا في الهوية السياسية لليساريين الذين يدعون رفضهم للافكار الإسلامية. استخدامه لعبارة “مش عارفين يصوموا رمضان” يعكس تصورًا عن فشلهم في الالتزام بالمبادئ الدينية، مما يضعهم في موقف دفاعي أمام المجتمع ويُظهر عدم استقرارهم الفكري.
2. الانتهازية والاعتماد على الفتاوى:
وضح عيسى أنه لو صدرت فتاوى من الجماعات الإسلامية تتيح عدم الصيام أو حتى شرب الكحول، فإن اليساريين سينضمون فورًا إلى هذه الجماعات. هنا، يُبرز فكرة أن بعض الأشخاص قد يتجهون نحو الجماعات الإسلامية بناءً على مصالحهم الشخصية أو لتحقيق أهداف معينة، مما يعكس انتقادات حادة لطبيعة انتمائهم.
3. عدم الاستفادة من التجارب التاريخية:
هاجم عيسى اليسار بعبارات مثل “لا خدوا درس 30 يناير ولا 3 يونيو”، مشيرًا إلى أن اليساريين لم يستفيدوا من التجارب السياسية السابقة. هذا يعكس إحباطه من عدم قدرة اليساريين على التعلم من الأخطاء السياسية السابقة، مما يؤدي إلى إعادة إنتاج نفس الأخطاء. هنا، يمكن فهم دعوته الضمنية إلى ضرورة الاستفادة من التجارب التاريخية لتجنب الوقوع في نفس المآزق.
4. الجماعات الإسلامية كبديل:
عبر عيسى عن اعتقاده بأن اليساريين الحاليين يستخدمون الأيديولوجيات والخطابات السياسية لتطويعها لخدمة هذه التيارات، موضحًا أن الجماعات الإسلامية واليساريين هم “وجهان لعملة واحدة”. هذا الطرح يشير إلى أن الفروق بين اليساريين والإسلاميين هي سطحية، حيث كلا الطرفين قد يستخدمان الدين أو السياسة لتحقيق أهداف معينة، مما يعكس عدم الاستقرار الفكري للطرفين.
الاستقطاب في المشهد السياسي المصري:
تصريحات إبراهيم عيسى تعكس حالة من الاستقطاب في المشهد السياسي المصري، حيث تُظهر توترات قائمة بين مختلف الاتجاهات السياسية. من خلال انتقاد اليساريين والجماعات الإسلامية، يسعى عيسى إلى تحديد موقف واضح يميز بين الهويات السياسية، ويبرز تناقضات داخل تلك الهويات. يبدو أن هدفه من هذه التصريحات هو إثارة نقاشات حيوية حول طبيعة الانتماءات الفكرية والسياسية في مصر، ودعوة الجميع إلى مراجعة مواقفهم وأفكارهم.
في النهاية، تعكس تصريحات عيسى احتدام الصراع بين الأفكار المختلفة في المجتمع المصري، مما يزيد من أهمية الحوار النقدي حول القيم والمبادئ التي يجب أن توجه الفعل السياسي في البلاد.