عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعًا أمس مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بحضور الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، واللواء دكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
استعرض الاجتماع المحاور المختلفة لاستراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة جنوب سيناء تنمويًا وعمرانيًا وسياحيًا وثقافيًا ومشروعات التنمية بطابا ونويبع وأبو رديس والطور ومشروع “التجلي الأعظم” بمدينة سانت كاترين.
وفى ضوء هذا أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة إلى أن هذا المشروع يمثل قاطرة التنمية الشاملة لكل سيناء وسفير مصر للسياحة ونقطة الانطلاق لسياحة المسارات الروحية أغلى أنواع السياحة فى العالم والتى ستصل بنا إلى 30 مليون سائح بشرط وجود طاقة فندقية وطيران كاف لاستيعابها.
وأوضح أن التنفيذ الفعلى لعدد 14 مشروع بدأ عام 2021 بهدف إنشاء مزار روحانى على جبل موسى وجبل التجلى وإحياء مسار نبى الله موسى واستثمار كل المقومات السياحية بمدينة سانت كاترين خاصة و سيناء عامة، مساحة المشروع 2 مليون متر مربع ما بين جبل موسى وجبل سانت كاترين، ويوفر 5 آلاف فرصة عمل ما بين مهندسين وعمال.
ونوه الدكتو ريحان إلى أن المشروع يتضمن إنشاء مركز الزوارالجديد بميدان الوادي المقدس كواجهة حضارية لاستقبال الضيوف على مساحة 3170 م2 باعتباره نقطة استقبال وتوجيه محورية للسائح يضم الخدمات الأساسية استعلامات ومكاتب حجز رحلات وطيران ومطعم وكافيتريا وبازارات ومعارض للمنتجات البدوية وطب الأعشاب وقبة سماوية لمشاهدة أفلام ثلاثية الأبعاد عن تاريخ وروحانيات الموقع، ومناطق انتظار للسيارات والأتوبيسات والعربات الكهربائية، ومنطقة للاستجمام تضم مقاعد للجلوس في الطبيعة وبحيرة صغيرة وكذلك إنشاء ساحة السلام وبها قاعة مؤتمرات تسع لعدد 600 فرد وساحة احتفالات وتطوير استراحة الرئيس السادات وكان يأتى إليها فى العشر الأواخر من رمضان، وإنشاء فندق جبلي عالمى يستغل مفردات البيئة السيناوية مكون من 4 أدوار يضم 150غرفة تتمتع بإطلالات على دير سانت كاترين وهضبة التجلي ووادي الراحة مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة، وتطوير منطقة وادي الدير وتبليطه بأحجار من البيئة السيناوية وإضاءته بإضاءة سفلية هادئة تناسب طبيعة هدوء وجلال وجمال الموقع، وتطوير مبرك الجمال القديم وإنشاء مبرك جديد لخدمة رحلة جبل موسي ودير سانت كاترين، وإنشاء النزل البيئي الجديد “امتداد” بمنطقة وادي الراحة اللى ارتاحت فيه زوجة نبى الله موسى صافوراء حين رأى نارًا وذهب إليها وكانت المناجاة عند العليقة المقدسة ويتكون من 7 مبانٍ بإجمالي 192 غرفة فندقية بيئية مع إنشاء حديقة صحراوية بمحازاة سفح الجبل تربط النُزل البيئي الجديد بالفندق الجبلي، بالإضافة إلي تطوير عدد (70) “شاليه” بالنزل البيئي القائم، وإنشاء ممشى ” درب موسى” ليحاكي المسار التاريخي لسيدنا موسي عبر وادي الراحة وصولاً إلى جبل التجلي وتطوير وادي الأربعين ومركز المدينة التراثي لجذب السياحة البيئية فى مسار مشاه ودراجات بوادي الأربعين بداية من مركز الزوار وصولاً إلى مركز المدينة كمتنزه طبيعى بين أشجار الزيتون والمزارع، وإنشاء مجموعة من الفنادق الإيكولوجية وهى منشئات سياحية تستخدم خامات طبيعية من البيئية من أحجار وأخشاب وغيرها، وتطوير مطار سانت كاترين الدولي بإنشاء مبنى الركاب ويضم صالة السفر والوصول وبرج مراقبة بارتفاع 32 مترا، وإنشاء ممر رئيسي بطول 3 آلاف متر ورفع كفاءة الممر القائم بطول 2115 مترا ، وسيكون اجمالي سعة المطار 11 طائرة مع إنارة الممرات ليعمل المطار ليلًا مع إنشاء سور حول المطار بطول 5750 مترا مع منظومة لصرف الأمطار لحماية المطار من أخطار السيول شاملة الحقل الجوي وكافة المنشآت.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن هذا المشروع هو قاطرة التنمية وتعظيم لكل المقومات السياحية ب سيناء والتى يترتب عليها تنمية عمرانية من بنية أساسية وشبكة طرق وتنشيط كافة أوجه النشاط الاقتصادى المرتبط بالسياحة من زراعة وصناعة وتسويق للمنتجات السيناوية حيث تضم سيناء كل مقومات السياحة، من السياحية الروحية بالوادى المقدس بسانت كاترين والتاريخية المتجسّدة فى آثار مصرية قديمة مثل معبد سرابيط الخادم ومناجم الفيروز حيث أطلق على سيناء أرض الفيروز، وآثار مسيحية مثل دير سانت كاترين ودير البنات بوادى فيران ودير الوادى بطور سيناء، وآثار إسلامية حيث الجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا، والسياحة العلاجية من طب الأعشاب بسانت كاترين والمياه الكبريتية فى عيون موسى وحمام موسى، وسياحة السفارى والمغامرات فى الأودية بين سانت كاترين وسرابيط الخادم وصعود وتسلق الجبال مثل جبل موسى وجبل التجلى وجبل عباس وجبل سانت كاترين والسياحة البيئية بوادى الأربعين ووادى فيران، والسياحة الشاطئية والغوص بشرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا وطور سيناء وسياحة المؤتمرات بشرم الشيخ وسانت كاترين بإنشاء قاعة مجهزة ضمن مشروع التجلى الأعظم .
وتابع الدكتور ريحان بأنه حقق مسار نبى الله موسى وحدد محطاته فى كتابه ” التجليات الربانية فى الوادى المقدس طوى” ويتمنى اعتماد ذلك من الحكومة لتنطلق الرحلات المحلية والدولية عبر هذا المسار الذى يشمل 11 محطة وكل محطة لها تاريخ وحكاية تبدأ بمدينة أون عند المطرية إلى وادى الطميلات من الزقازيق إلى الإسماعيلية إلى نقطة الشط إلى عيون موسى ثم معبد سرابيط الخادم إلى منطقة حمام موسى بطور سيناء إلى وادى حبران من طور سيناء إلى سانت كاترين ثم الوادى المقدس منطقة سانت كاترين إلى هضبة حجاج إلى وادى فيران.
ويقترح عمل شهادة حج من ورق البردى عليها رموز ورسومات معبّرة مرتبطة بمسار نبى الله موسى ب سيناء لكل من يعبره حتى سانت كاترين وتعتمد هذه الشهادة من وزير السياحة والآثار، وهذه الشهادة سيكون لها وقع وتأثير كبير على زوار هذه المسارات تساهم فى زيادة أعداد القادمين.