المحرقة اليهودية أو الهولوكوست هى الإبادة الجماعية التى راح ضحيتها ملايين اليهود فترة الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩ – ١٩٤٥) بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد النازى فى ألمانيا.
الرئيس الأمريكى السابق، ومرشح الحزب الجمهورى، «دونالد ترامب» يستعيد ذكريات الهولوكوست الفظيعة لجَبْل العالم على التعاطف مع جيش الإبادة الجماعية، يقول كاذبًا: «الهجمات على إسرائيل هذه الأيام لم تحدث منذ (الهولوكوست)»!
عن أى هولوكوست يتحدث؟!، يعكس الآية، ويقلب المعادلة، يخلط تخليطًا غريبًا، ويتبنى سردية موهومة أوهم بها نتنياهو العالم، وسقط فى فخها قبلًا الرئيس «جون بايدن» وطفق يرددها دون تعقل، وها هو ترامب يرددها كالببغاء عقله فى أذنيه!.
الهولوكوست حديث مخاتل. ما يرتكبه جيش الاحتلال منذ الثامن من أكتوبر من العام الماضى وحتى ساعته نسخة مزيدة ومنقحة من الهولوكوست، فصل بشع من الهولوكوست الذى يستدعيه ترامب من زمن غابر، حتى لا يرى الهولوكوست منصوبًا للفلسطينيين على أيدى أحفاد ضحايا الهولوكوست من اليهود.
وماذا يسمى ترامب حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى، تجاوزت بشاعة «الهولوكوست» بفظاعات لم يعرفها التاريخ الإنسانى، فاقت كل فظاعات الهولوكوست فى زمن النازى. الهولوكوست ذكرى حزينة فى التاريخ اليهودى. الهولوكوست الفلسطينى حاضرًا.
استدعاء الهولوكوست اليهودى فى زمن الهولوكوست الفلسطينى لا محل له من الإعراب الدولى، وسردية «المحكمة الجنائية الدولية» تفضح الكذبة التى يجترها ترامب.. الفلسطينيون هم ضحايا الهولوكوست الجديد.
فظاعات الهولوكوست هذه المرة مذاعة على الهواء مباشرة، صوتًا وصورة، هل شاهد ترامب الهولوكوست أصلًا أو سمع عنه أو حتى قرأ قصاصات صحفه، أشك إن كان يقرأ أصلًا، كان منشغلًا بقضاياه أمام القضاء الأمريكى.
الهولوكوست الذى لم يسمع عنه ترامب مسجل فى فيديوهات محزنة، صور تقطع القلب، إسرائيل التى تنتحب على ضحاياها وتبتز العالم بدماء الأبرياء الذين ذبحهم النارى، نفسها تذبح الخُّدَّج الرضع فى الخدور دون ذنب جنوه، وتقطع عنهم أسباب الحياة، كل جريمتهم أنهم ولدوا فى «حقل الشوك».
صور الهولوكوست الجديد يخجل منها الضمير العالمى، الخُّدَّج يبكون ويصرخون من قسوة القصف، لو نطق أحدهم فى المهد صبيًّا لصرخ فى وجه «ترامب» الذى لا يخجل، ولا يجفل، ولا يحفل بمأساة إنسانية صارخة بكل لغات العالم.
الخُّدَّج الرضع يا هذا يُسفك دمهم بدم بارد، مجرمو الحرب الإسرائيليون يستهدفون لحمًا طريًّا، وأرواحًا بريئة «بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ».
صورة وحشية تقشعر منها الأبدان، إلا بدن ترامب، جُبِلَ على الكذب، إزاء اغتيال ممنهج، مجرمو الحرب ينفذون أحكام الإعدام فى الخُّدَّج الرضع بدم بارد، صورة لو تعلمون كافية لتشيح الإنسانية بوجهها عن الدولة العبرية، وأمام أنفسكم يا سيد ترامب ألا تخجلون، ألا تستحون، وأنتم تهرفون بحديث الهولوكوست؟!.
تبًّا لكم، وسحقًا لأفعالكم.. ألا تخجلون من سوء صنيعكم وأنتم تذخرون طائرات النازى الإسرائيلى لتقصف الخدج الرضع فى المستشفيات والملاجئ، وتُظهر المقاطع الحزينة الخُّدَّج الرضع مستلقين جماعة على الأرض فى خيام تبدو وكأنها مشرحة مكدسة بعذابات، أتسمع يا هذا صرخاتهم المبحوحة تقطع نياط القلوب إلا قلبك القاسى، يا قاسى بص ف عينيا.. طيب عينى فى عينك، شفت الهولوكوست فى نسخته الجديدة، مزيدة عذابًا ومنقحة قهرًا؟!.