أكد اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة الأسبق، في تصريحات هامة، أن عملية تفجير الأجهزة اللاسلكية “البيجر” المستخدمة ضد عناصر حزب الله قد نفذتها إسرائيل باستخدام تقنيات متقدمة.
قدم رشاد، الذي يُعد من أبرز الخبراء في الأمن القومي العربي، تفسيرًا للطريقة التي تمت بها العملية، مشيرًا إلى الدور الحاسم للتكنولوجيا في الحرب الإلكترونية، التي أصبحت تلعب دورًا محوريًا في الصراعات الحديثة.
أوضح رشاد، الذي أسس غرفة عمليات حرب أكتوبر، أن العملية التي نفذتها إسرائيل على الأرجح تمت عبر اختراق تردد الموجة اللاسلكية التي تعمل بها أجهزة “البيجر” المستخدمة من قبل حزب الله. وتعمل هذه الأجهزة عبر إشارات لاسلكية بسيطة، مما يجعلها، نظريًا، عرضة للاختراق بواسطة تقنيات عالية.
وأشار رشاد، الذي تولى رئاسة الملف الإسرائيلي في جهاز المخابرات العامة منذ النكسة وحتى كامب ديفيد، إلى أن إسرائيل قد استخدمت موجة فائقة السرعة لتحميلها على الترددات المستخدمة في تلك الأجهزة، مما أدى إلى ارتفاع درجة حرارتها بشكل مفرط وانفجار البطارية، متسببًا في إصابة حامل الجهاز.
وأضاف رشاد الذي يعد احد الأبطال القوميين المصريين، أن مثل هذا النوع من الاختراق الإلكتروني لا يمثل تحديًا لإسرائيل، التي تتمتع بقدرات تقنية وتاريخ طويل في تطوير أدوات التجسس والحرب الإلكترونية.
وأوضح قائلًا: “الاختراق الإلكتروني لهذه الأجهزة ليس بالصعب على الإطلاق، فبعضها يكون مفتوحًا من حيث الترددات، مما يتيح للدول ذات القدرات التكنولوجية العالية استغلال هذه الثغرات”.
ونوه رشاد بأن هذه العمليات تعتمد على معرفة دقيقة بالترددات التي يستخدمها العدو، بالإضافة إلى القدرة على توجيه موجات ذات طاقة عالية بدقة كبيرة. وأشار إلى أن التقنيات المستخدمة قد تتضمن أيضًا تقنيات التشويش على الترددات أو التحكم فيها عن بُعد، وهي تقنيات شهدت تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة.
في ختام حديثه، أكد رشاد أن هذه العملية تعد مثالًا واضحًا على تحول مسار الصراعات إلى مجالات أكثر تعقيدًا، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في تحديد نتائج المواجهات العسكرية.