أمس كان الحدث السياسي الأكثر إثارة في الأوساط الأمريكية، عندما تسربت تقارير تشير إلى محاولة بعض قادة الحزب الجمهوري إبعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن سباق الانتخابات الرئاسية. وفي اجتماعات سرية، أظهرت النتائج أن 70٪ من هؤلاء القادة الفاعلين صوتوا لصالح دعم ترامب في الانتخابات المقبلة، في حين اتجه الثلاثون الآخرون لعقد صفقات واتفاقات سرية مع نائبة الرئيس كامالا هاريس في حال فوزها بالانتخابات.
لكن هذا الحدث أخذ منحى جديدًا اليوم، بعد أن وردت أنباء عن محاولة اغتيال ترامب للمرة الثانية، ما أثار تساؤلات جديدة حول ما يجري خلف الكواليس. هل تحاول أطراف معينة التخلص من ترامب بسبب سياسته الجريئة؟ أم أن هناك أسرارًا خفية يخشى البعض من أن يكشفها للعالم؟ ماذا يخبئ ترامب في خزائنه، ولماذا يخشى الفاعلون من عودته إلى السلطة أو تأثيره المستمر على الساحة السياسية الأمريكية والدولية؟
ترامب: الشخصية غير التقليدية التي هزت السياسة الأمريكية
ترامب ليس مجرد رئيس سابق للولايات المتحدة، بل هو رجل الأعمال الذي دخل عالم السياسة من بوابة مختلفة تمامًا عن الرؤساء الأمريكيين التقليديين. عندما ترشح لأول مرة في عام 2016، لم يكن يمثل النمط السياسي المعتاد. كان رجلًا صريحًا، جريئًا، ومباشرًا في خطابه، ما جعله يكتسب عداوات كثيرة سواء داخل أمريكا أو خارجها.
ترامب خاض معارك سياسية داخلية شرسة، سواء مع الإعلام أو مع النخبة السياسية. من اللحظة الأولى التي دخل فيها البيت الأبيض، بدا واضحًا أن له أسلوبًا مغايرًا في التعامل مع القضايا الوطنية والدولية. هذا النمط الجديد أحدث اضطرابًا في المؤسسة السياسية الأمريكية، وجعل منه هدفًا للعديد من الهجمات السياسية وربما محاولات الاغتيال.
من يحاول التخلص من ترامب ولماذا؟
إن محاولات التخلص من ترامب سواء كانت عبر صناديق الاقتراع أو وسائل أكثر خطورة كالمحاولات المستمرة لاغتياله، تعود إلى أسباب متعددة ومعقدة تتعلق بشخصيته وتأثيره على الساحة السياسية. فمن هم هؤلاء الفاعلون الذين يسعون للإطاحة به؟
1. النخبة السياسية والإعلامية:
منذ اللحظة الأولى لترامب في البيت الأبيض، دخل في صدامات مباشرة مع ما يعرف بـ “النظام التقليدي” في واشنطن. هؤلاء القادة والسياسيون الذين اعتادوا على نمط معين من إدارة الأمور والسياسة رأوا في ترامب خطرًا يهدد استمرارية هذه الأنظمة. الهجوم الشرس الذي شنته وسائل الإعلام عليه جعل من ترامب هدفًا دائمًا للنقد والهجوم. وقد أشار ترامب مرارًا إلى وجود ما وصفه بـ “الدولة العميقة”، التي تعمل خلف الكواليس لحكم البلاد، وهو ما اعتبره خصومه ادعاء غير مبرر لكنه ربما يكون جزءًا من الصراع المستمر بينه وبين تلك القوى.
2. جهات دولية:
العلاقات الخارجية لترامب كانت مليئة بالجدل. من الصين إلى إيران، إلى العلاقات المتوترة مع الاتحاد الأوروبي، لم يكن ترامب سياسيًا يسعى لتقديم التنازلات. على سبيل المثال، حربه التجارية مع الصين وضعت العلاقات الأمريكية الصينية في نقطة حرجة، وهناك تساؤلات حول ما إذا كانت بعض الجهات الدولية لها مصلحة في إبعاده عن الساحة السياسية لمنع أي تغييرات مستقبلية غير محسوبة.
3. أطراف من داخل الحزب الجمهوري:
الانقسامات داخل الحزب الجمهوري بين تيار ترامب والتيار التقليدي ليست خفية. بعض قادة الحزب يرون أن ترامب يهدد مستقبل الحزب واستقراره السياسي، خاصة مع الأسلوب غير التقليدي الذي اتبعه في التعامل مع القضايا الوطنية والدولية. هذه الانقسامات قد تكون وراء محاولات إبعاده، سواء من خلال التصويت ضد دعمه أو عبر طرق أخرى أكثر تعقيدًا.
ما هي الأسرار التي يحتفظ بها ترامب؟
ترامب ليس مجرد شخصية سياسية، بل هو رجل يعرف أسرار السياسة الأمريكية وأدق تفاصيلها. من خلال منصبه كرئيس، اطلع على ملفات قد تغير الواقع السياسي العالمي إذا تم الكشف عنها. فما هي هذه الأسرار التي يخشاها الفاعلون؟
1. ملفات حساسة حول التدخلات الخارجية:
إحدى أكثر القضايا المثيرة للجدل خلال فترة ترامب كانت مسألة التدخلات الخارجية في الانتخابات الأمريكية. قد يكون لدى ترامب معلومات مفصلة حول هذا الملف، وكيفية تورط بعض الدول أو الجهات الخارجية في محاولات التأثير على العملية السياسية في الولايات المتحدة. هذه المعلومات قد تكون مدمرة إذا تم الكشف عنها.
2. ملفات عن الصفقات السياسية:
خلال فترة رئاسته، أشار ترامب مرارًا إلى وجود صفقات سياسية وراء الكواليس سواء داخل أمريكا أو خارجها. قد يكون لديه معلومات حول الاتفاقات السرية التي تمت بين بعض الدول والقادة العالميين والتي لم يتم الكشف عنها حتى الآن. هذه الصفقات قد تكشف عن تحالفات جديدة أو تفاهمات غير متوقعة قد تؤثر على مستقبل السياسة الدولية.
3. معلومات اقتصادية خطيرة:
ترامب كان لاعبًا رئيسيًا في ملف الاقتصاد العالمي. حربه التجارية مع الصين وصدامه مع الاتحاد الأوروبي حول قضايا اقتصادية قد تجعله يحتفظ بمعلومات سرية حول العلاقات الاقتصادية العالمية. هذه المعلومات قد تكشف عن تلاعبات كبرى في النظام الاقتصادي العالمي.
ما الذي يخشاه الفاعلون السريون؟
1. كشف الفضائح:
ربما يكون الخوف الأكبر للعديد من الفاعلين هو أن يقوم ترامب بكشف الفضائح التي كان على علم بها خلال فترة رئاسته. إذا شعر ترامب بأنه تحت ضغط شديد أو مهدد، قد يقرر استخدام هذه المعلومات كسلاح سياسي لكشف من يقف وراء تلك الفضائح. هذا السيناريو قد يكون كارثيًا لبعض الجهات والشخصيات المؤثرة سواء داخل أمريكا أو خارجها.
2. التأثير على الانتخابات المقبلة:
رغم مغادرته البيت الأبيض، يظل ترامب لاعبًا قويًا في الساحة السياسية الأمريكية. الكثيرون يخشون عودته في الانتخابات المقبلة لعام 2024، وهو ما قد يغير المشهد السياسي بشكل جذري. إذا عاد ترامب إلى السلطة، فقد يعيد ترتيب الأوراق بطريقة تضر بمصالح العديد من القوى السياسية والاقتصادية.
3. تحولات في السياسة الخارجية:
ترامب كان على اتصال مباشر مع بعض القادة العالميين، وقد يكون لديه معلومات حول اتفاقات أو تفاهمات تمت في الكواليس. هذه المعلومات قد تكون مفاجئة للكثيرين، وقد تكشف عن علاقات غير معلنة بين الولايات المتحدة ودول أخرى.
ما هو القادم؟
ما يحدث الآن في الكواليس، سواء في الاجتماعات السياسية السرية أو محاولات الاغتيال، يشير إلى أن هناك صراعًا أكبر من مجرد تنافس على منصب رئاسي. إنه صراع على السلطة والمعلومات، وعلى ما يمكن أن يكشفه ترامب في المستقبل إذا قرر العودة إلى الساحة السياسية أو الانتقام ممن يعتقد أنهم خانوه.
ترامب ليس بالشخصية التي يمكن تجاهلها أو إبعادها بسهولة. سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية، ما يحمله من أسرار ومعلومات يجعل منه لاعبًا لا يمكن الاستهانة به. الأيام القادمة قد تكشف المزيد من التفاصيل حول هذا الصراع، وما إذا كانت محاولات إبعاده ستنجح، أم أنه سيعود مرة أخرى ليشعل المشهد السياسي الأمريكي والدولي.
في النهاية، يظل ترامب رقمًا صعبًا في السياسة العالمية، وأيًا كانت الأسرار التي يحملها، فإنها قد تكون مفتاحًا لفهم الكثير من التحركات المستقبلية على الساحة الدولية.