كتب – صموئيل العشاي:
دعا اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إلى ضرورة اتخاذ موقف دولي جاد لوقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل. وأشار في تصريحاته إلى أن التصعيد المستمر يؤكد أن الجهود الدولية الحالية غير كافية، خاصة في ظل تعنت الجانب الإسرائيلي الذي يقوده بنيامين نتنياهو، والذي غالبًا ما يتجاهل المطالبات الدولية ويفضل تعزيز مكاسبه السياسية والعسكرية على حساب السلام الإقليمي.
وأكد اللواء رشاد اهم خبير متخصص فى قضايا الأمن القومى بالمنطقة ، أن الولايات المتحدة، التي تعد من أكبر الداعمين لإسرائيل، تواصل نهجها المعتاد في محاولة احتواء الموقف دون اتخاذ أي خطوات عملية تفرض على الأطراف المتنازعة، وبالأخص إسرائيل، الالتزام بوقف العنف. وأوضح أن الموقف الأمريكي يعتمد في الغالب على إرضاء حلفائها في المنطقة والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، مما يجعل الأمل في تحقيق هدنة دائمة ضعيفًا دون تدخل دولي قوي ومستقل. وقال رشاد إن الولايات المتحدة غالبًا ما تكتفي بتصريحات روتينية دون ممارسة ضغوط حقيقية تُلزم إسرائيل بتغيير سياساتها العدائية تجاه الفلسطينيين.
كما أشار رشاد الذي ترأس غرفة عمليات حرب اكتوبر من النكسة حتى كامب ديفيد ، إلى أن الوضع الإقليمي والدولي يعكس تحديات كبيرة أمام مساعي تحقيق تسوية عادلة، فالقوى الكبرى تبدو منشغلة بأولويات أخرى، وهو ما يعكس غياب الإرادة السياسية الدولية لفرض حلول تتعارض مع الرؤية الإسرائيلية. وعلى الرغم من المظاهرات والتصريحات الداعمة للفلسطينيين، يظل الموقف الدولي عاجزًا عن فرض حلول جذرية تعيد حقوق الشعب الفلسطيني وتضمن وقف التصعيد الدموي. هذه الرؤية، التي أصبحت شبه راسخة في التحليلات الأمنية، تؤكد أن تحقيق أي تقدم في هذا الملف يتطلب إعادة ترتيب الأوراق الدولية واستراتيجيات جديدة تفرض ضغوطًا حقيقية على إسرائيل.
وفي هذا السياق، شدد اللواء رشاد على ضرورة أن تتكاتف الجهود المحلية والدولية، خاصة من جانب الدول العربية والإسلامية، لدعم الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة. وأوضح أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الأساسية. وأكد أن هذا الوضع يفرض على المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل لوقف العنف وضمان تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة بناء ما تم تدميره جراء القصف المستمر.
في ختام تصريحاته، دعا اللواء محمد رشاد إلى تبني خطة سلام شاملة تأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وتضمن لهم حياة كريمة ومستقرة. وأكد أن تحقيق هدنة دائمة لا يمكن أن يتم دون تقديم حلول جذرية تشمل إعادة إعمار قطاع غزة وتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للسكان. واعتبر أن الحلول المؤقتة لا تفيد في تهدئة الوضع لفترة طويلة، بل على العكس، قد تزيد من تعقيد الأمور وتجعل الوصول إلى سلام مستدام أكثر صعوبة.
التحركات الدولية، بحسب رأي اللواء رشاد، يجب أن تتجاوز مجرد الدعوات والشعارات، إلى خطوات عملية وملموسة تُلزم إسرائيل بقبول هدنة حقيقية تتيح المجال لبدء مفاوضات سلام جادة. فالوضع في غزة، بقدر ما هو معقد، يحتاج إلى إرادة دولية قوية قادرة على فرض التغيير، بعيدًا عن المصالح السياسية الضيقة التي تعرقل أي فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
اللواء رشاد اختتم تصريحاته بتأكيده على أن الحلول الدبلوماسية وحدها لن تكفي دون وجود دعم فعلي للشعب الفلسطيني، وأنه على المجتمع الدولي أن يدرك أن استمرار تجاهل الأزمة سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والمعاناة في المنطقة، مما يتطلب تحركًا سريعًا وجادًا لضمان تحقيق السلام والأمن الدائمين.