تودع الساحة الفنية المصرية اليوم الفنانة القديرة ناهد رشدي، التي رحلت عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا حافلًا وأثرًا عميقًا في قلوب الجماهير. توفيت ناهد رشدي، عن عمر يناهز 68 عامًا، في يوم ميلادها، الذي يصادف 14 سبتمبر، بعد سنوات طويلة من الإبداع والفن الذي ألهم العديدين.
مسيرة ناهد رشدي الفنية
ولدت ناهد رشدي في عام 1956 وبدأت مشوارها الفني في سبعينيات القرن الماضي، بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية. على مدى سنوات عديدة، كانت ناهد رشدي رمزًا للإبداع الفني، حيث شاركت في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية التي لاقت نجاحًا واسعًا. ولكن، كان دورها في المسلسل الشهير “لن أعيش في جلباب أبي” هو الأبرز في مسيرتها، حيث جسدت شخصية “سنية”، الابنة الكبرى للحج عبد الغفور البرعي الذي جسد دوره الفنان الراحل نور الشريف. هذا الدور جعلها تدخل قلوب الجماهير بشكل كبير، وترك انطباعًا دائمًا في ذاكرة المشاهدين.
كما تألقت ناهد رشدي في مسلسلات أخرى مثل “ليالي الحلمية” و”حديث الصباح والمساء”، حيث أظهرت قدرتها الفائقة على تجسيد شخصيات معقدة ومؤثرة، مما جعلها واحدة من أبرز الفنانات في الدراما المصرية.
صراع ناهد رشدي مع المرض
في السنوات الأخيرة من حياتها، بدأت ناهد رشدي تعاني من مشاكل صحية متعددة، لم تكشف عن تفاصيلها بشكل واضح للإعلام. على الرغم من صراعها المستمر مع المرض، اختارت الابتعاد عن الأضواء وتفرغت لعلاجها، بينما استمرت في متابعة الفن ودعم زملائها من بعيد. تدهورت حالتها الصحية تدريجيًا، ما أدى إلى توقفها عن المشاركة في أي أعمال جديدة. عاشت الفنانة القديرة حياة هادئة بعيدًا عن الإعلام، لكنها لم تفقد ارتباطها بجمهورها الذي ظل يتابع أخبارها ويتمنى لها الشفاء.
وفاة ناهد رشدي وتأثيرها
رغم محاولاتها المستمرة للتعافي، استسلمت ناهد رشدي في النهاية للمرض الذي أنهك جسدها لسنوات، لترحل عن عالمنا بهدوء. خبر وفاتها أثار حزنًا عميقًا في الأوساط الفنية والجماهيرية، حيث نعت نقابة المهن التمثيلية الفنانة الراحلة، معبرة عن تقديرها لالتزامها واحترامها في الوسط الفني. تترك ناهد رشدي وراءها إرثًا فنيًا كبيرًا، سيظل يذكرها به جمهورها المحب.
جنازة ناهد رشدي
أعلن الفنان أشرف زكي أن صلاة الجنازة على جثمان الفنانة الراحلة ناهد رشدي ستقام عقب أداء فريضة صلاة العصر من مسجد الكواكبي بمنطقة العجوزة، على أن يوارى جثمانها الثرى بمثواه الأخير في مقابر الأسرة.
رحيل ناهد رشدي هو فقدان كبير للساحة الفنية، لكنها ستظل دائمًا حية في ذاكرة جمهورها من خلال الأعمال التي قدمتها والتي ستبقى خالدة على مر الزمن.