في تصريحات لاقت اهتمامًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، أكد المستشار القانوني أحمد عبده ماهر، العميد السابق بالقوات المسلحة وأحد أبطال حرب أكتوبر، على أهمية الوحدة الوطنية ونبذ الكراهية والتفرقة بين أبناء الوطن. وكتب ماهر على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”: “أنا مسلم والمسيحيون هم أصدق وأخلص من تعاملت معهم في حياتي، ومن يعترض فليطهر قلبه أولاً من أدران الكراهية والتكفير ليرى تلك الحقيقة”.
من الدفاع عن الوطن إلى الدفاع عن الوحدة الوطنية
لا يمكن تناول مسيرة أحمد عبده ماهر دون تسليط الضوء على تاريخه العسكري المشرف. فهو رجل عُرف بحبه الشديد لمصر واستعداده للدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة. شارك ماهر في واحدة من أصعب وأعظم الفترات في تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث كان جزءًا من المعارك الحاسمة التي دارت بين مصر والعدو الخارجي. فقد قاتل في حرب يونيو 1967، وشارك في معارك حرب الاستنزاف التي أعقبتها، ومن ثم كان أحد أبطال انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973.
بعدما أنهى مشواره العسكري الطويل الذي كان مليئًا بالتضحيات والبطولات، لم يتقاعد أحمد عبده ماهر عن مهمته الوطنية. بل اختار أن يواصل طريقه، لكن هذه المرة في ميدان مختلف. أصبح مدافعًا شرسًا عن الوحدة الوطنية، مقدرًا التحديات التي تواجهها مصر من الداخل. أدرك أن الخطر الذي يهدد المجتمع المصري لا يقتصر على الأعداء الخارجيين، بل أن هناك أعداء آخرين في الداخل، يسعون لبث الفتن والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد.
مقاتل في ميادين مختلفة
ماهر، الذي عرف الميادين العسكرية، انتقل بسلاح الكلمة والعقل إلى ميدان الدفاع عن وحدة النسيج الوطني. وقد كرّس جهوده لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تسعى إلى شق صفوف المجتمع المصري من الداخل، ووقف ضد كل من يحاول إثارة الفتن الطائفية أو الدينية بين المسلمين والمسيحيين. كان يرى أن العدو الخارجي يمكن مواجهته في ساحات المعارك، لكن العدو الداخلي يحتاج إلى مواجهات من نوع آخر: مواجهة الأفكار المتطرفة والمفاهيم الخاطئة التي تنتشر داخل المجتمع.
وفي هذا السياق، جاءت تصريحاته الأخيرة التي أكد فيها على مدى إخلاص وصدق المسيحيين الذين تعامل معهم في حياته. لم يكن هذا التصريح مجرد كلمات عابرة، بل هو تعبير عن موقف أصيل من ماهر تجاه التعايش والوحدة الوطنية، التي يعتبرها أساس استقرار مصر وسلامتها.
دور توعوي في الإعلام
أصبح المستشار أحمد عبده ماهر أحد الأصوات البارزة في الإعلام المصري، حيث يتحدث باستمرار عن أهمية الحفاظ على التماسك الاجتماعي. ويظهر ماهر في وسائل الإعلام كمدافع قوي عن الوحدة الوطنية، وينادي بضرورة نبذ أي شكل من أشكال الكراهية والتعصب. يؤمن بأن ما يجمع بين المصريين أكثر بكثير مما يفرقهم، وأن الوحدة بين المسلمين والمسيحيين هي خط الدفاع الأول ضد أي تهديدات داخلية أو خارجية.
وفي لقاءاته الإعلامية، يحرص ماهر دائمًا على توجيه رسائل تحث على التآخي والتعايش، مستشهدًا بتجاربه الشخصية وبالقيم التي تعلمها من خلال خدمته العسكرية. بالنسبة له، مفهوم الدفاع عن مصر لا يقتصر فقط على مواجهة الأعداء بالسلاح، بل يمتد إلى الدفاع عن نسيجها الاجتماعي وتماسكها الداخلي.
مواجهة الأفكار المتطرفة
إلى جانب دوره الإعلامي، يعمل أحمد عبده ماهر كمحامٍ للدفاع عن القضايا التي تتعلق بالوحدة الوطنية. ويواجه الأفكار المتطرفة التي قد تتسلل إلى عقول بعض الشباب، من خلال توضيح الصورة الصحيحة للإسلام الحقيقي الذي يدعو للتسامح والمحبة. وبصفته مفكرًا إسلاميًا، يناضل ضد التيارات السلفية التي يحذر منها ويرى أنها تسعى لتشويه صورة الدين وتقويض أسس التعايش بين المصريين.
التحديات الداخلية والتضحيات المستمرة
في ختام تدوينته على “فيسبوك”، أشار المستشار أحمد عبده ماهر إلى أن الفتن الداخلية أكثر خطورة على مصر من التحديات الخارجية. وقال إنه بالرغم من التضحيات التي قدمها على جبهات القتال، إلا أنه يرى أن معركة الدفاع عن الوحدة الوطنية هي الأهم في هذا الوقت. وتطرق إلى دور النساء المسيحيات في تربية وتوجيه الأجيال الجديدة، مؤكدًا أن التعليم والتوجيه هما الأسلحة الرئيسية في مواجهة التطرف والكراهية.
هذه المواقف الواضحة التي يتبناها ماهر تعكس استمرار التزامه بالدفاع عن مصر، ليس فقط من خلال الحروب والمعارك التي شارك فيها كضابط في القوات المسلحة، بل من خلال دوره اليوم كمدافع عن القيم الإنسانية والوطنية التي تجمع كل المصريين.