بعث الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، اليوم الخميس، برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري بأسره، وذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، التي تعد مناسبة عظيمة تحظى بقدر كبير من الاحترام والتقدير في وجدان كل المصريين. هذه البرقية تحمل في طياتها رسالة حب وتسامح تؤكد عمق الروابط الوطنية والروحية التي تجمع كافة أطياف المجتمع المصري بمختلف انتماءاته الدينية والثقافية، في إطار من التعاون والتكامل المشترك الذي يسود الوطن.
وفي نص البرقية، أبدى الدكتور القس أندريه زكي مشاعر التقدير والاحترام لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده المستمرة في قيادة مصر نحو مستقبل أفضل، مؤكدًا على أن هذه المناسبة العظيمة تعد فرصة لتعزيز القيم الإنسانية التي تجمعنا كمصريين، حيث قال: “يسعدني أن أبعث لسيادتكم بالأصالة عن نفسي وبالإنابةِ عن أعضاءِ المجلسِ الإنجيليّ العامّ، ورؤساءِ المذاهبِ الإنجيليَّةِ بمصر، وأعضاء هيئة الأوقاف الإنجيلية، بخالص التهاني القلبية وأطيب الأمنيات بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف. وندعو الله في هذه المناسبة أن يعيدها على الشعب المصري العظيم بالسلام والازدهار. وكل عام وسيادتكم بخير”. هذه الكلمات جاءت لتجسد الروح الطيبة التي تجمع بين أفراد المجتمع المصري، وتعكس التعايش السلمي الذي طالما تميزت به مصر عبر العصور.
كما أكد الدكتور القس أندريه زكي في برقيته على الأهمية الكبيرة التي تمثلها ذكرى المولد النبوي الشريف في قلوب المصريين، ليس فقط كاحتفال ديني، بل كمناسبة تجسد قيم التسامح والرحمة والمحبة التي أرسى دعائمها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تعتبر مبادئ سامية يتشارك فيها جميع المصريين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. وتأتي هذه التهنئة في إطار التقدير والاحترام المتبادل الذي يسود العلاقات بين الطوائف المختلفة في مصر، حيث يسعى الجميع إلى تقديم التهاني في المناسبات الدينية والوطنية بشكل متبادل، مما يعزز من روابط الوحدة الوطنية التي تجمع هذا الشعب العظيم.
لم تقتصر برقية التهنئة على رئيس الجمهورية فقط، بل امتدت لتشمل العديد من القيادات الدينية والسياسية في مصر. فقد بعث الدكتور القس أندريه زكي ببرقيات تهنئة مماثلة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في لفتة تقدير للدور الكبير الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر في نشر قيم السلام والتسامح، ليس فقط داخل مصر، بل على مستوى العالم الإسلامي بأسره. ووجه رئيس الطائفة الإنجيلية برقية مماثلة إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي يعد أحد أعمدة الحكومة المصرية في تحقيق التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات.
كما شملت التهاني أيضًا المستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، الذي يمثل السلطة التشريعية في مصر، والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، وهي المؤسسات التي تساهم في صياغة السياسات والقوانين التي تسهم في تعزيز الاستقرار والتقدم في مصر. إضافة إلى ذلك، بعث الدكتور القس أندريه زكي ببرقية تهنئة إلى فضيلة الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وعضو هيئة كبار العلماء، والذي يعد واحدًا من أبرز الأصوات الداعية إلى التسامح الديني والتعايش السلمي بين كافة فئات المجتمع المصري. كما لم تغفل البرقيات تهنئة الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الذي له دور مهم في نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف، ما يعكس الاهتمام المشترك بين القادة الدينيين في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال.
وفي ذات السياق، وجه الدكتور القس أندريه زكي تهانيه إلى عدد من الوزراء والمحافظين ووكلاء مجلس النواب، في إشارة إلى تماسك النسيج المصري وحرص الجميع على تبادل التهاني في مثل هذه المناسبات الدينية والوطنية. إن هذه الرسائل المتبادلة تعكس مدى التعايش والتناغم بين أبناء الشعب المصري، وتؤكد على أن مصر ستظل دائمًا أرضًا للتسامح والتآخي بين جميع أبنائها.
إن احتفال المصريين بالمولد النبوي الشريف ليس مجرد مناسبة دينية تقليدية، بل هو احتفال بالهوية المصرية الجامعة التي تتجلى في هذه المناسبات الدينية المشتركة. فالمولد النبوي يحمل في طياته قيمًا نبيلة تتخطى الحدود الدينية لتشمل جميع أفراد المجتمع. هذا التقدير المتبادل بين الطوائف المختلفة يعزز الوحدة الوطنية ويؤكد على أن مصر، بتاريخها العريق، ستظل دائمًا نموذجًا للتعايش السلمي بين الأديان.
وفي ختام برقيته، أعرب الدكتور القس أندريه زكي عن أمله في أن تحمل هذه المناسبة المزيد من السلام والازدهار لمصر، قائلاً: “ندعو الله في هذه المناسبة أن يعيدها على الشعب المصري العظيم بالسلام والازدهار، وأن تظل مصر دائمًا موطنًا للسلام والوئام بين أبنائها”. هذه الكلمات تأتي لتجدد التأكيد على أن مصر بمختلف مكوناتها ستظل نموذجًا للوحدة الوطنية التي تميزها، وستظل دائمًا مكانًا تتجسد فيه القيم النبيلة التي تجمع بين جميع أبنائها.
بهذا، يظل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر ليس فقط مناسبة دينية، بل هو احتفال بالقيم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين كل المصريين، وتساهم في تعزيز روح التسامح والمحبة التي لطالما كانت جزءًا أساسيًا من الهوية المصرية.