كرَّم المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، برئاسة اللواء الدكتور أحمد عبد الرحيم، وبمشاركة نائبه الدكتور جودة غانم، والدكتورة سهير صالح، عميدة المعهد، الكاتب الصحفي والشاعر الكبير فاروق جويدة في احتفالية كبيرة تليق بمسيرته الثرية في مجال الصحافة والأدب. وجاء هذا التكريم تقديرًا لدوره البارز في إثراء المشهد الثقافي والإعلامي المصري على مدار عقود من الزمن. تم إهداء الكاتب درع المعهد تقديرا لمسيرته الطويلة، بالإضافة إلى إطلاق اسمه على دفعة تخرج هذا العام في بادرة تهدف إلى غرس اسمه في ذاكرة الأجيال الجديدة من الإعلاميين والصحفيين، ليتعلموا من نجاحاته وتجاربه.
إضافة إلى ذلك، قام المعهد بإعداد فيلم تسجيلي يوثق رحلة فاروق جويدة الإعلامية والأدبية منذ بداياته وحتى الآن، ليعرض أمام الحضور، مما سمح لهم بالتعرف على أبعاد أخرى من شخصيته وأسلوبه الإبداعي، وأهمية ما قدمه من إسهامات بارزة في مجالي الأدب والصحافة. وأثار الفيلم مشاعر الفخر والإعجاب في نفوس الطلاب والأساتذة على حد سواء، حيث تخللت مشاهده أبرز محطات حياته منذ نشأته وحتى تحقيقه لهذا المكانة المرموقة.
لم يكن التكريم مجرد حدث احتفالي، بل تجاوز ذلك إلى إعداد كتاب تذكاري شامل يروي تفاصيل دقيقة عن مسيرة فاروق جويدة الشخصية والمهنية. تناول الكتاب مراحل تطوره الأدبي، وما قدمه من أعمال شعرية تميزت بالصدق والعاطفة الصادقة، بالإضافة إلى دوره الريادي في الصحافة المصرية، وخاصة عبر عمله الطويل في جريدة الأهرام التي كانت شاهدة على سنوات طويلة من عطائه الأدبي والإعلامي.
وفي كلمته التي ألقاها خلال التكريم، عبّر فاروق جويدة عن امتنانه وسعادته بهذا التكريم الذي اعتبره محطة هامة في مسيرته. وأعرب عن شكره لإدارة المعهد على هذه اللفتة الكريمة التي رأى فيها تقديرًا لمسيرته وخطواته على طريق الكلمة. وتحدث جويدة بعمق عن بداياته الصحفية، وكيف كانت رحلته مع جريدة الأهرام مليئة بالتحديات والفرص، مؤكدًا على أهمية الصحافة في المجتمع ودورها الحاسم في نشر الوعي وتشكيل الرأي العام.
وركز جويدة في حديثه على أهمية الاستمرار في التعلم بالنسبة للطلاب، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالتدريب العملي الذي يمكن الإعلامي من اكتساب الخبرات اللازمة للتفوق في مجاله. وأوصى بضرورة متابعة التطورات المتسارعة في المجال الإعلامي، مشيرًا إلى أن الإعلام أصبح يتغير بسرعة هائلة بفعل التكنولوجيا، وأنه يجب على الجيل الجديد أن يكون على دراية بهذه التغيرات ليتمكنوا من تقديم رسالة إعلامية قوية تساهم في بناء الوطن والمواطن المصري.
وأشاد الكاتب الكبير بأهمية دور المعاهد والكليات الإعلامية في مصر في إعداد أجيال جديدة قادرة على مواكبة التحديات التي يفرضها العصر الحديث. وأشار إلى أن رسالة الإعلام يجب أن تكون سامية، تستهدف بناء الوعي المجتمعي، وتعزيز الروابط الوطنية، ونقل الحقيقة بكل أمانة وصدق.
الجدير بالذكر ان تكريم فاروق جويدة مجرد مناسبة عابرة، بل هو تكريم لرجل أثر في وجدان أجيال بأكملها، ورسم بكلماته أجمل صور الشعر والإبداع الأدبي. ومن خلال مسيرته الصحفية الطويلة، استطاع أن يكون واحدًا من أعمدة الصحافة المصرية، فكان قلمًا صادقًا، يكتب عن هموم الوطن والمواطن بصدق وإخلاص.
وكان لتكريمه في أكاديمية الشروق طابع خاص، إذ أن هذه المؤسسة التعليمية تعد من أبرز المؤسسات التي تعمل على تخريج كوادر إعلامية متميزة، وهو ما جعل هذا التكريم ذا رمزية عميقة، خاصة أن جويدة يُعتبر من رموز الكلمة الحرة والنقية في مصر.