شهدت المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس متابعة مكثفة من قبل المشاهدين والمحللين السياسيين على حد سواء. وعلى الرغم من أن السباق الانتخابي بين المرشحين لا يزال متساوياً بشكل كبير، إلا أن معظم المؤشرات الأولية تذهب لصالح كامالا هاريس في هذه الجولة.
وفقاً لاستطلاع أجرته شبكة CNN، يعتقد 63% من المشاهدين أن كامالا هاريس خرجت منتصرة في هذه المناظرة. هاريس، التي أظهرت تفوقاً واضحاً في أكثر من ملف، نجحت في الحفاظ على هدوئها وسيطرتها على المناقشة، بينما بدا ترامب في موقف دفاعي في أغلب الأحيان.
ترامب في موقف الدفاع
في عدة محاور، بدا أن ترامب وكأنه الرئيس الحالي في المناظرة، حيث طُلب منه الدفاع عن السياسات القائمة وتقديم اقتراحات جديدة. هذا الموقف جعله أقل تركيزاً مما كان عليه في مناظراته السابقة مع الرئيس جو بايدن. على الرغم من خبرته في هذه النوعية من المواجهات، لم يظهر ترامب القوة والتركيز التي اعتاد إظهارها، مما أدى إلى خروجه في وضع ضعيف نسبياً، بحسب العديد من المراقبين.
تفاوت في تعامل المذيعين
أشارت تقارير إلى أن مذيعي قناة ABC وجهوا أسئلة متابعة مكثفة لدونالد ترامب، وطالبوه بتقديم تفاصيل دقيقة حول مقترحاته، بينما لم تتعرض هاريس لضغط مماثل في الأسئلة التي وُجهت إليها. هذا الفارق في التعامل قد يكون أعطى هاريس ميزة إضافية خلال المناظرة، خاصة وأنها كانت تركز على الرسائل الشاملة والمفاهيم الكبرى لحملتها الانتخابية.
أداء ترامب: بعيد عن الكارثي ولكن دون التوقعات
على الرغم من أن أداء ترامب لم يكن كارثياً وفقاً للمحللين، إلا أنه كان بعيداً عن مستوى توقعاته وتوقعات داعميه. تفوقت هاريس بشكل واضح في هذه الجولة، وإن كان التفاوت بينهما قد لا يكون كافياً لإحداث تحول جذري في سير السباق الانتخابي. أحد المحللين قال إن النتيجة العامة للمناظرة يمكن تقديرها بنسبة 60% لصالح هاريس مقابل 40% لترامب.
تأثير المناظرة على الانتخابات
من ناحية التأثير المباشر للمناظرة على السباق الانتخابي، لا يتوقع المحللون حدوث تغيير كبير في النسب الحالية بين المرشحين. يرى الخبراء أن هاريس قد تحصل على دفعة طفيفة قد تصل إلى 1% في الاستطلاعات الوطنية، ولكن من غير المرجح أن تغير هذه المناظرة الديناميكية الأساسية للسباق بشكل جذري.
المحلل السياسي لشبكة CNN جون كينغ علّق قائلاً: “دخلنا المناظرة في سباق تنافسي شديد في حالة تعادل، وبعد المناظرة لا زلنا في سباق تنافسي شديد في حالة تعادل، مع تفوق لكامالا هاريس في هذه الجولة.” هذه القراءة تتفق مع تحليل عدد كبير من الخبراء، الذين يرون أن المناظرة لم تُحدث انقلاباً كبيراً في مجرى السباق، بل حافظت على الوضع القائم مع تفوق نسبي لهاريس.
تعليقات المحللين حول قوة ترامب
على الجانب الآخر، يعتقد المحلل السياسي لشبكة NBC، تشاك تود، أن قوة قاعدة ترامب الصلبة هي ما يجعلها تتجاوز هذه اللحظات الصعبة. فقد صرّح قائلاً: “ترامب ينجو من هذه اللحظات السيئة لأن لديه قاعدة قوية، بينما قامت كامالا هاريس بمناظرة جيدة، لكن هل أقنعت الناخبين المترددين بحملتها؟ لا أعتقد ذلك.”
تشاك تود أضاف أن هاريس لم تتمكن من إقناع الناخبين المترددين بخطتها بالشكل الكافي، مما دفعها للمطالبة بإجراء مناظرة ثانية. هذه النقطة تثير تساؤلات حول قدرة هاريس على الاستمرار في المحافظة على هذا التفوق، وما إذا كانت تستطيع تقديم أداء أكثر إقناعاً في المناظرات القادمة.
الخلاصة: تفوق هاريس ولكن السباق لا يزال متقارباً
في نهاية المطاف، يُجمع المراقبون على أن هاريس أظهرت تفوقاً في المناظرة الأولى، إلا أن تأثير هذه المناظرة على السباق الانتخابي لا يزال محدوداً. تظل المنافسة بين المرشحين في حالة تعادل، مع توقعات بإجراء مناظرة ثانية قد تكون حاسمة في تحديد مسار السباق نحو البيت الأبيض.