في خطوة لا تخلو من المفاجآت، أتى اختيار دونالد ترامب وكمالا هاريس لإجراء مناظرتهما الرئاسية في 1 توت 6266 بالتقويم المصري ليبعث في الأذهان تساؤلات تتجاوز حدود التوقعات. هل كان هذا التاريخ مجرد صدفة؟ أم أن وراء هذا التوقيت تحديدًا رموزًا أعمق تنطوي على رسائل لا يمكن قراءتها من النظرة الأولى؟
التاريخ، الذي يصادف بداية السنة المصرية القديمة، ليس فقط مجرد يومٍ رمزي، بل هو نقطة تحوّل في دورة الحياة الزراعية بمصر، حين تتجدد الأرض بعد الفيضان وتتهيأ لبداية موسم زراعي جديد. فهل يمكن أن يكون هذا التشابه مع دورة الحياة السياسية التي يسعى كلا المرشحين لإيصالها؟ أم أن هناك يدًا خفية وجهت اختيار هذا التاريخ؟ وهل هو جزء من لعبة أكبر لا تزال خيوطها غير واضحة؟
البعض قد يتساءل، لماذا أول يوم من السنة المصرية بالذات؟ هذا اليوم الذي يُحيي ذاكرة حضارة قديمة، تلك التي وضعت أساسًا لأول تقويم دقيق في التاريخ، تقويم يفهم الأرض وحركتها، ويُحكم قبضته على الزمان والمكان. هل كان هذا الاختيار ليبعث برسالة عن دقة وتخطيط سياسي مشابه؟ أم أن في الأمر شيئًا آخر؟
ومع ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل تأثير الماضي على الحاضر. تلك المؤامرات التي شهدتها مصر، حينما تدخلت قوى خارجية، مثلما فعل باراك أوباما، الذي جاء بالهكسوس ليحكموا البلاد لفترة قصيرة. لكن المصريين، كما هو معروف عبر التاريخ، لا يدعون الغزاة يبقون طويلًا، فطردوا الهكسوس وأعادوا صياغة تاريخهم بيدهم. هل هناك إشارة ضمنية في هذا الصراع المستمر بين القديم والجديد، بين الداخل والخارج؟
ومع كل تلك التأملات الغامضة، يبقى السؤال الأكبر: لماذا هذا التوقيت وهذا المكان؟ هل كانت المناظرة محاولة لجذب الأضواء بحدثٍ ذو طابع تاريخي؟ أم أن الأمر أعمق مما يبدو عليه السطح؟