في عالم السياسة والأمن، قليلون هم الذين يتركون بصمة استثنائية في تاريخ أوطانهم، والوزير اللواء عباس كامل، الرئيس السادس والعشرون للمخابرات العامة المصرية، هو واحد من هؤلاء القلائل. الرجل الذي انتقل من صفوف القوات المسلحة إلى قيادة واحدة من أهم مؤسسات الدولة السيادية، ورافق الرئيس السيسي في مسيرته منذ توليه وزارة الدفاع وصولًا إلى قمة الدولة.
من الضابط إلى رجل المخابرات
اللواء عباس كامل، المولود عام 1957، بدأ مسيرته في القوات المسلحة وتخرج من الكلية الحربية في عام 1978 برتبة ضابط في سلاح المدرعات. ولكن ما ميزه عن غيره من الضباط هو قدرته على الجمع بين المهارات العسكرية والعلاقات الدولية، حيث تلقى تدريبه المتقدم في أمريكا وحصل على دورات كبار القادة في القوات المسلحة المصرية. ثم دخل عالم المخابرات من أوسع أبوابه عندما عُين مساعدًا لملحق الدفاع المصري في التشيك، ليبدأ رحلة طويلة من العمل الدؤوب في إدارة المخابرات والاستطلاع.
رفيق الرئيس ورجل الدولة
منذ بداياته، رافق اللواء عباس كامل الرئيس السيسي، بدءًا من موقعه في وزارة الدفاع، حيث تولى مسؤولية ضبط إيقاع القوات المسلحة في أكثر الأوقات حساسية، وصولًا إلى منصبه كمدير ديوان عام القوات المسلحة في عام 2012. ولكن دوره لم يتوقف هنا، فقد عينه الرئيس السيسي لاحقًا مديرًا لمكتبه في رئاسة الجمهورية، ليظل ذراعه اليمنى في إدارة شؤون الدولة والتنسيق في جولات الرئيس الدولية.
قيادة جهاز المخابرات
في يناير 2018، كلف الرئيس السيسي اللواء عباس كامل بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة المصرية، ليصبح رسميًا في يونيو من نفس العام رئيسًا للمخابرات العامة. ومن هنا بدأ عهد جديد من الكفاءة والاحترافية، حيث تحولت التكهنات حول قدرته إلى حقائق ثابتة، فقد أظهر قدرة هائلة على إدارة الملفات المعقدة في الأمن والسياسة الدولية. وأصبح عباس كامل الجندي المجهول الذي يحفظ توازن مصر في علاقاتها الدولية، ويعزز مكانتها الإقليمية والدولية.
جوكر المحروسة في العلاقات الخارجية
عباس كامل لم يكن مجرد رئيس جهاز أمني، بل كان حلقة الوصل بين مصر والعالم، ونجح في نسج شبكة علاقات دولية متينة مع قوى كبرى وإقليمية، الأمر الذي أعاد لمصر دورها المحوري في المنطقة. كانت مواقفه الحاسمة في التعامل مع ملفات مثل ليبيا، وسد النهضة، ودور مصر في استقرار الدول العربية، محط إشادة من الداخل والخارج، ليصبح بالفعل “جوكر المحروسة” الذي يقود مصر بثقة في الساحة الدولية.
التحية لصقور الدولة
في النهاية، يبقى اللواء عباس كامل رمزًا من رموز الدولة المصرية الحديثة، رجلًا واجه التحديات بشجاعة وحقق إنجازات لا تُحصى في خدمة وطنه. صقور الدولة المصرية، وعلى رأسهم عباس كامل، هم حراس هذا الوطن، الذين يعملون في الظل لحمايته والدفاع عن أمنه القومي، والتأكيد على دوره الريادي في المنطقة والعالم. تحيا مصر، وتحيا صقورها.