بقلم صموئيل العشاي:
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد، شهدت مصر تحولات جذرية وإنجازات ضخمة في مختلف المجالات، مما جعلها هدفًا لحملات إعلامية ممنهجة تهدف إلى تشويه الصورة وضرب الاستقرار. تلك الحملات ليست عشوائية، بل هي مدعومة بميزانيات ضخمة تصل إلى مليار و200 ألف دولار، يتم توجيهها من قوى غربية كالولايات المتحدة وبريطانيا. التكليف كان واضحًا؛ المنصات الإعلامية المأجورة التي يقودها أسماء مثل شلش ومطر وآخرون تم تجنيدهم لشن هجمات مستمرة ضد الرئيس السيسي وأسرته، ونشر الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي. هذه المنصات تعتمد على الفوضى الإلكترونية عبر مواقع مثل تويتر وفيسبوك، محاولة بث الفتنة وزرع الشكوك.
مواجهة التشكيك بحقائق الإنجازات
ولكن عندما ننظر إلى الحقائق على الأرض، نجد أن الرئيس السيسي نجح في التصدي لمحاولات الغرب لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالحهم. منذ البداية، كانت خطواته جريئة ومدروسة، بدءًا من تعزيز القدرات العسكرية لمصر، حيث اتخذ قرارًا استراتيجيًا بعدم الاعتماد على دولة واحدة للتسليح، وتوجه إلى التعاون مع قوى دولية متنوعة، ليؤكد استقلالية مصر في اتخاذ قراراتها السيادية. فالجيش اليوم مزود بأحدث المعدات العسكرية من دول كبرى مثل روسيا، فرنسا، وألمانيا، وليس فقط من الولايات المتحدة، الشيطان الأعظم كما يسميه البعض.
أحد أبرز إنجازات السيسي كان إنشاء قناة السويس الجديدة في وقت قياسي، وهو مشروع ضخم ضاعف من عائدات القناة، وجعل مصر مركزًا عالميًا للتجارة البحرية. هذا المشروع لم يكن إلا جزءًا من سلسلة من المشروعات العملاقة التي غطت كافة أنحاء البلاد، مثل بناء المدن الجديدة التي كانت الحل العملي لأزمة العشوائيات، والتي كانت تشكل خطرًا اجتماعيًا واقتصاديًا كبيرًا.
محاربة الإرهاب.. والتحديات الخارجية
ولم يكن التحدي الأكبر داخليًا فقط، بل واجهت مصر هجمة إرهابية شرسة تم تصديرها من الخارج. الغرب الذي يدعي حماية حقوق الإنسان والديمقراطية، هو نفسه من ساعد على نشر الفوضى في دول الشرق الأوسط. إلا أن الرئيس السيسي لم يسمح بأن تكون مصر فريسة لهذه المؤامرات. بسياسته الحازمة، تمكن من تطهير سيناء من العناصر الإرهابية، وأعاد السيطرة على كل شبر من أراضيها، مما جعلها اليوم مركزًا للتنمية والاستثمار بدلاً من أن تكون وكرًا للإرهاب.
ومع التحديات الإقليمية، كانت معركة سد النهضة على رأس الأولويات، حيث حاولت إثيوبيا مدعومة من بعض القوى الغربية تركيع مصر عن طريق تهديد مصدر حياتها الأساسي، مياه النيل. إلا أن مصر تحت قيادة الرئيس السيسي لم تقف مكتوفة الأيدي. فقد تم اعتماد حلول غير تقليدية مثل استغلال المياه الجوفية، وتحويل مياه الصرف إلى مياه للري، بجانب المشاريع الزراعية العملاقة التي أقيمت في مختلف المناطق مثل الدلتا وتوشكى، لتؤكد أن مصر قادرة على تخطي أي تحديات مهما كانت معقدة.
الموقف المصري من الأزمات الدولية
القيادة الحكيمة للرئيس السيسي ظهرت أيضًا في التعامل مع الأزمات الدولية. ففي الوقت الذي سعت فيه بعض الدول الكبرى لجر مصر إلى صراعات لا تخدم مصالحها، رفض الرئيس السيسي الانصياع لهذه الضغوط. عندما تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، كانت الحكمة المصرية واضحة في عدم الدخول في نزاعات لا تخصها بشكل مباشر. كذلك في الأزمة الأوكرانية، حافظت مصر على موقفها المحايد، رافضة المشاركة في إرسال أسلحة أو الدخول في تحالفات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع العالمي.
الاقتصاد وتحدي الدولار
وفي ملف الاقتصاد، كان القرار الجريء للرئيس السيسي في كسر هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد المصري من خلال تعزيز التعامل بالعملات المحلية مع دول كبرى مثل روسيا، الهند، الصين وتركيا. هذا التحرك الاستراتيجي لم يعزز فقط من الاقتصاد المصري، بل أيضًا قلل من الاعتماد على الولايات المتحدة والغرب، مما أثار حفيظة القوى الكبرى التي كانت تعتقد أن مصر ستظل تحت مظلة الدولار.
مخططات إسقاط مصر
أمام كل هذه الإنجازات، كان من الطبيعي أن يتحرك الغرب بقوة لإضعاف مصر، خاصة بعد أن أصبحت شوكة في حلقهم. السودان كان إحدى أدوات هذه الحرب الشرسة، حيث عملت الولايات المتحدة وبريطانيا على تأجيج الصراع بين الجنرالين حميدتي والبرهان، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية دمرت السودان. الهدف كان واضحًا؛ كسر الجبهة الجنوبية لمصر، وتهديد أمنها القومي عبر الحدود السودانية. لكن مصر لم تقف مكتوفة الأيدي، فالرئيس السيسي كان مستعدًا لكل سيناريو، محصنًا الحدود الجنوبية، ومواصلًا الدفاع عن مصالح مصر القومية في كل المحافل الدولية.
الرسالة إلى الشعب المصري
الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس مجرد قائد، بل هو رمز للكرامة الوطنية والسيادة المستقلة. ولأنه وقف في وجه المخططات الغربية، أصبح كابوسًا لهم، وسعوا بكل الوسائل للإطاحة به. لكن الشعب المصري العظيم أثبت مرارًا وتكرارًا أنه يقف خلف قائده، مدركًا أن المعركة ليست فقط مع الإرهاب أو الأزمات الاقتصادية، بل مع قوى عالمية تسعى لكسر إرادة مصر.
وفي النهاية، يبقى التفويض الشعبي هو القوة الأكبر للرئيس السيسي في مواجهة هذه التحديات. نحن، شعب مصر العظيم، نقف خلف قيادتنا وجيشنا وشرطتنا، وكلنا ثقة أن مصر ستظل قوية وآمنة تحت قيادة هذا الرجل الذي جاء به القدر ليحميها من المؤامرات الداخلية والخارجية.
تحيا مصر.. تحيا رئيسها.. تحيا جيشها.