تزخر عدة مناطق في أعماق البحر الاحمر بتراث إنساني كبير يتمثل في حطام السفن الغارقة في الاعماق والمقتنيات التي كانت تحملها هذه السفن وتعتبرها منظمة «اليونسكو» من الاماكن التي يجب حمايتها والحفاظ عليها من العوامل الطبيعية ومن أيادي عدد من العابثين المغامرين من هواة جمع المقتنيات التاريخية التي امتدت أيديهم لهذا التراث الانساني المغمور خلال الفترة الماضية.
ولحماية هذا التراث الانسان] المغمور تحت الماء تم انتشال مئات القطع والمقتنيات من احدي السفن الغارقة وتخصيص ركن لعرضها بمتحف الغردقة
ومن بين أهم هذه السفن الغارقة في الاعماق مقتنيات حطام السفينة الغارفة «سعدانة» فبعد نحو 300 عاما من غرقها في اعماق البحر الاحمر خلال رحلتها البحربة الاخيرة من الهند الي السويس اصبحت بقايا مقتنيات حطام السفينة سعدانة الغارقة في اعماق البحر الاحمر بالقرب من منطقة شرم الناقة عرضة للاستيلاء من المغامرين من الغطاسين بعد اظهرت دراسة علمية لمركز الاثار الغارقة بالاسكندرية انه لم يتم التنقيب الكامل عن حطام السفينة «سعدانة»،حيث تُركت مئات القطع الأثرية تحت الماء ما جعلها عرضة للنهب من قبل غطاسين حيث ما يزال بدن السفينة الغارقة وجزء من حمولتها غارقًا تحت الماء وسط مطالب باعادة الاستكشاف والبحث عن باقي محتوياتها.
وتم تخصيص ركن لجزء من مقتنياتها التي تم انتشالها ضمن معروضات متحف الغردقة حيث تم تخصيص ركن داخل المتحف اطلق عليه كنوز السفينة الغارقة سعدانة ويضم الركن 24 قطعة متنوعة من الخزف والاواني من حطام السفينة الغارقة «سعدانة».
ويقع حطام السفينة الغارقة «سعدانة» على نحو 5 كيلو متر من ساحل البحر الأحمر حيث يستقر الحطام منذ الحكم العثماني عند سفح الشعاب المرجانية شمال جزر سعدانة وذلك على عمق يتراوح بين 27 و 45 مترا وكانت بطول 50 مترًا وعرض 18 مترًا وقادرة على حمل 900 طن حيث تحولت هذه السفينة الغارقة الي مستعمرات مرجانية مرنة وصلبة ومأوي للسلاحف البحرية والاسماك بمختلف انواعها وتنظم مراكز الغوص رحلاتها يومية لها وتعد السفينة الغارقة “سعدانة” حيث يستقر حطام السفينة الغارقة عند الشعاب المرجانية وغرقت أثناء احدي رحلاتها قادمة من الهند إلى السويس.
وخلال السنوات الماضية تحولت المنطقة المواجهة لشاطئ خليج شرم الناقة جنوب مدينة الغردقة الي نقطة جذب للسائحين الاوربيين خاصة الالمان من محبي ممارسة رياضة الغطس والمغامرة علي حطام السفن الغارقة، لما يتمتع به هذا المكان من مياه صافية تحتوى على أسماك ملونة وشعب مرجانية رائعة، بالإضافة إلى مناظره الطبيعية الخلابة من المياه الصافية واحتوائه علي حطام السفينة الغارقة “سعدانة” وأن الغواصين من مختلف أنحاء العالم خاصة الالمان يستمتعون بالغوص في منطقة شرم الناقة بالبحر الأحمر فى وقت مبكر من الصباح، لرؤية الشعاب المرجانية الجميلة به ومشاهدة كنوز السفينة الغارقة منذ العصر العثماني.
وتشير المعلومات الخاصة بالسفينة لدي وزارة الاثار المصرية ان معهد الآثار البحرية بالاسكندرية قام بارسال بعثة لاعمال المسح والحفائر لمنطقة غرق السفينة سعدانة وكان رئيس البعثة الدكتورة شيريل وارد بالاضافة الي قيام الدكتور محمد أحمد خضر والدكتور محمد سعيد سلامة الباحثان بمركز الإسكندرية للآثار البحرية والتراث الثقافي الغارق كلية آداب جامعة الإسكندرية باعمال بحث وحفائر بموقع السفينة الغارقة ورجحت البعثة أن السفينة الغارقة ارتطمت بالشعاب المرجانية الضخمة الموجودة بالموقع مما أدى إلى غرقها.
وأسفرت الحفائر التي تمت علي حطام السفينة عن اكتشاف مجموعة من الخزف الصيني والبورسلين والتي تم تصنيعها لسوق الشرق الأوسط ،وكميات كبيرة من عبوات المياه الخزفية بالإضافة إلى مجموعة من البقايا العضوية مثل البن و والفلفل والكزبرة واللبان،ويوجد الآن أكثر من 3000 قطعة فنية محفوظة في معامل ترميم الإدارة المركزية للآثار الغارقة بالإسكندرية.