وادي النطرون – اختتمت فعاليات مؤتمر “Student Leadership” الذي استمر على مدار عدة أيام في بيت أجابيه بوادي النطرون، بمشاركة وحضور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الدكتور القس أندريه زكي، ووزيرة الهجرة السابقة السفيرة نبيلة مكرم. شارك في المؤتمر أكثر من 1200 شاب وشابة من الكنائس الإنجيلية من مختلف أنحاء مصر، وسط أجواء ملهمة وفعاليات تهدف إلى تمكين الشباب وبناء مهاراتهم القيادية.
الدكتور القس أندريه زكي: السيد المسيح نموذج يحتذى به في المواطنة واحترام القوانين
خلال كلمته الختامية، ألقى الدكتور القس أندريه زكي كلمة شاملة ومؤثرة حول مفهوم المواطنة والمسؤولية الفردية والجماعية، مستندًا إلى القيم المسيحية وتعاليم السيد المسيح. وأوضح أن السيد المسيح قدم نموذجًا فريدًا لاحترام المواطنة والالتزام بالقوانين، مشيرًا إلى أن هذه القيم تتوافق مع مفهوم الوطنية والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع. وقال: “السيد المسيح لم يكن مجرد معلم روحي، بل قدم أيضًا نموذجًا عمليًا للعيش المشترك ضمن المجتمعات البشرية، ملتزمًا بالقوانين المدنية ومسهمًا في تعزيز السلام والعدالة.”
وأكد الدكتور أندريه أن الكنيسة الإنجيلية في مصر تلعب دورًا بارزًا في دعم قضايا الوطن والمشاركة في التحديات التي تواجهه. وأضاف: “الكنيسة ليست فقط مكانًا للعبادة، بل هي مؤسسة مجتمعية تلتزم بدورها الوطني والإنساني. نحن جزء لا يتجزأ من هذا الوطن العزيز، ودورنا ليس محصورًا في المجال الروحي فقط، بل يمتد إلى كافة المجالات التي تخدم الوطن والمجتمع.”
وأشار زكي إلى أن الكنيسة الإنجيلية، التي تمتد مسيرتها لأكثر من 180 عامًا في مصر، تركز بشكل خاص على تشجيع أبنائها على الانخراط في قضايا المجتمع، والعمل على دعم المبادرات التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف: “نشكر الله دائمًا على نعمة الوطن، وهذه النعمة تحمل في طياتها مسؤولية كبيرة علينا جميعًا. نحن مدعوون لأن نكون أمناء في دراستنا، وفي أعمالنا، وفي كل جوانب حياتنا، لأن نجاحنا الشخصي هو لبنة في بناء مستقبل وطننا.”
المواطنة والمشاركة الإيجابية
وتابع زكي حديثه عن دور الكنيسة في تعزيز مفاهيم المواطنة والمشاركة الفعالة، قائلاً: “الكنيسة الإنجيلية في مصر تؤمن بأن المواطنة ليست مجرد حق، بل هي واجب يتطلب منا أن نكون فاعلين في مجتمعاتنا، وأن نسهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. يجب أن يكون لكل فرد منا دور إيجابي في مجتمعه، سواء كان ذلك من خلال العمل التطوعي أو تقديم المساعدة لمن يحتاج، أو حتى عبر تحمل المسؤوليات القيادية في مجالات الحياة المختلفة.”
وأكد زكي أن الشباب هم العنصر الأساسي في تحقيق هذا التغيير. وأشار إلى أن تمكين الشباب وتطوير قدراتهم هو أحد أولويات الكنيسة، موضحًا أن “الشباب هم قادة المستقبل، وهم الذين يمتلكون القدرة على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع. ولذلك، تسعى الكنيسة دائمًا إلى توفير كل ما يلزم من دعم وفرص تعليمية وتدريبية لهم ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم والارتقاء بأدوارهم القيادية.”
دعوة للالتزام بالقيم المسيحية في العمل المجتمعي
ودعا رئيس الطائفة الإنجيلية الشباب المشاركين في المؤتمر إلى الاقتداء بالقيم المسيحية في حياتهم اليومية، قائلاً: “القيم المسيحية تدعونا إلى العطاء دون مقابل، وإلى العمل بصدق وأمانة في كل ما نقوم به. هذه القيم هي الأساس الذي يمكن أن نبني عليه مجتمعاتنا ونساهم في رفعتها وتطورها. يجب أن تكون حياتنا مليئة بالمحبة والخدمة، وأن نسعى دائمًا إلى تحقيق العدالة والمساواة في مجتمعاتنا.”
وأشار زكي إلى أن الكنيسة الإنجيلية لطالما كانت داعمة لكل المبادرات التي تهدف إلى خدمة المجتمع وتعزيز قيم العدالة والمساواة. وأضاف: “نحن ملتزمون، ليس فقط تجاه أبناء الكنيسة، بل تجاه كل فرد في هذا الوطن. دورنا هو أن نكون صوتًا للحق، وداعمين لكل ما يحقق الخير العام، سواء كان ذلك من خلال دعم القضايا الوطنية، أو العمل على حل التحديات التي تواجه المجتمع.”
رسالة المؤتمر: دعم الشباب وتمكينهم
اختتم الدكتور القس أندريه زكي كلمته بدعوة الشباب إلى مواصلة السعي نحو تحقيق أحلامهم، مؤكداً أن التحديات التي تواجههم يجب أن تكون دافعًا لهم للتقدم والنجاح. وقال: “التحديات جزء من حياتنا، ولكن الإيمان بقدرتنا على تجاوزها هو ما يميزنا. لدينا جميعًا مسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه وطننا، وعليكم أن تكونوا دائمًا على قدر هذه المسؤولية. مستقبل مصر يعتمد على شبابها، وأنتم الأمل في هذا المستقبل.”
وشدد زكي على أن الكنيسة الإنجيلية ستواصل دعمها للشباب من خلال تنظيم مؤتمرات وبرامج تدريبية مشابهة، بهدف تعزيز قدراتهم وتمكينهم من المشاركة الفعالة في بناء مجتمع قوي ومستدام.
دعم السفيرة نبيلة مكرم
في ختام الفعالية، أشادت السفيرة نبيلة مكرم بالجهود التي تبذلها الكنيسة الإنجيلية في دعم الشباب، وأكدت على أهمية استمرار هذه الفعاليات التي تسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة تحديات العصر. وأعربت عن أملها في أن يكون هذا المؤتمر خطوة نحو تعزيز دور الشباب في المجتمع المصري.
ختام المؤتمر
اختُتم المؤتمر بنجاح وسط إشادات واسعة من الحضور، حيث أكد المشاركون على أهمية هذه المبادرات التي تسهم في تمكين الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة لبناء مستقبل مشرق. دعا المؤتمر الشباب إلى مواصلة تطوير مهاراتهم والسعي دائمًا نحو المشاركة الإيجابية في المجتمع، مؤكدين على أن الكنيسة ستظل شريكًا قويًا في هذا الطريق.