القدس – في تصريح مؤثر ومليء بالأسى، أدان المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس في القدس، الجريمة التي راح ضحيتها ناشطة تركية – أمريكية متضامنة مع الشعب الفلسطيني، والتي قتلت بدم بارد لمجرد أنها كانت تدعم قضية الفلسطينيين.
وقال المطران عطا الله إن هذه الناشطة جاءت إلى فلسطين لتكون شاهدة على المعاناة، وتنقل رسالة الفلسطينيين إلى العالم، وهو ما دفع الثمن غاليًا.
وأضاف المطران عطا الله: “هذه الجريمة الجديدة تضاف إلى سجل طويل من الجرائم المرتكبة ضد المتضامنين مع شعبنا وضد الفلسطينيين أنفسهم. شعبنا الفلسطيني، الذي يعشق الحياة، يعاقَب فقط لأنه فلسطيني متمسك بأرضه وهويته. هذه العقوبات تتجلى في آلة الحرب المدمرة التي لا تفرق بين مناضل أو متضامن، والتي تستهدف غزة كما تستهدف الضفة الغربية”.
المطران عطا الله حنا شدد في تصريحاته على أهمية التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هؤلاء المتضامنين من مختلف أنحاء العالم، سواء من حضر منهم إلى فلسطين أو من يعمل من أماكنه في الخارج، يُعتبرون جزءًا لا يتجزأ من النضال الفلسطيني.
وأضاف: “هؤلاء المتضامنون يجولون في الساحات والميادين حول العالم، رافعين شعارات الحرية لفلسطين ومطالبين بوقف العدوان وإنهاء الاحتلال. رسالتهم هي رسالة إنسانية تجمع بين العدل والحرية”.
وأكد المطران أن الفلسطينيين يشعرون بامتنان عميق لكل من يقف إلى جانبهم في نضالهم من أجل الحرية، مشيرًا إلى أن أصدقاء فلسطين ينتمون إلى جميع الديانات والمذاهب والخلفيات الثقافية. “لقد وحدت فلسطين هؤلاء الأصدقاء، وجمعتهم معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم”
قال المطران، مضيفًا أن الشعب الفلسطيني سيظل وفيًا لهؤلاء المتضامنين الذين يقفون إلى جانبه في أحلك الظروف.
المطران عطا الله حنا: أيقونة في النضال الفلسطيني
المطران عطا الله حنا ليس مجرد رجل دين في الكنيسة الأرثوذكسية، بل يُعد من أبرز الرموز المسيحية التي تدافع عن الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية والمحلية. وُلد عطا الله حنا في بلدة الرامة الجليلية عام 1965، وبرز كصوت جريء في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن حقوقه المشروعة في مقاومة الاحتلال. تولى منصب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس منذ عام 2005، ومنذ ذلك الوقت، كان دائمًا في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية.
يتميز المطران عطا الله بمواقفه الوطنية الحازمة، فهو يؤكد باستمرار أن القدس مدينة تحتضن الجميع بغض النظر عن دياناتهم، ويطالب بوضع حد لسياسات الاحتلال التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني. يعتبر عطا الله مناصراً قوياً لوحدة الفلسطينيين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، ويعمل بلا كلل على تعزيز الوحدة الوطنية.
عطا الله حنا والقضية الفلسطينية
على مدار سنوات طويلة، استطاع المطران عطا الله حنا أن يكون منبرًا مهمًا لنقل معاناة الفلسطينيين إلى العالم. فهو لا يتوانى عن المشاركة في المؤتمرات الدولية، ولقاءات مع زعماء العالم ورجال الدين، لإبراز الصورة الحقيقية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. مواقفه الوطنية جعلته هدفًا لانتقادات وتهديدات من جانب الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى دائمًا لإسكات الأصوات التي تنادي بالعدالة.
يرى المطران عطا الله أن النضال الفلسطيني هو نضال إنساني في المقام الأول، وأن الحرية والعدالة هي حقوق يجب أن يتمتع بها الجميع. ومن هذا المنطلق، يحث جميع الشعوب على الانخراط في دعم القضية الفلسطينية، ليس فقط من منطلق ديني، بل من منطلق إنساني شامل. يعتبر المطران عطا الله أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الإنسانية، وعن القيم المشتركة التي تجمع بين جميع البشر.