في مشهد مليء بالحماس والتفاؤل، احتضن بيت أجابية بوادي النطرون مؤتمر Student Leadership، حيث اجتمع أكثر من 1200 شاب وشابة من مختلف الكنائس الإنجيلية بمصر في أجواء روحانية نابضة بالأمل والطموح. المؤتمر الذي نُظم برعاية الطائفة الإنجيلية المصرية، وبالشراكة مع مؤسسة SLU الدولية وخدمة TC مصر بقيادة القس طوني جورج، لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان لحظة فارقة في حياة الكثير من هؤلاء الشباب، الذين جاءوا ليبحثوا عن معنى جديد للقيادة والتأثير في مجتمعاتهم.
الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، وفي كلمته الملهمة، استطاع أن يلامس قلوب الجميع وهو يتحدث عن قصة يوسف، الفتى الذي تحول من سجين مظلوم إلى رجل حكيم ينقذ أمة بأكملها. بحماس أبوي، وجه زكي رسائل تحفيزية للشباب، قائلاً: “أنتم مش بس شباب اليوم، أنتم قادة بكرة، وأحلامكم هي اللي هتشكل المستقبل”. وبهذه الكلمات التي تشع بالإيمان والأمل، حثهم على عدم الاستسلام للتحديات بل مواجهتها بالعلم والإيمان. وأضاف: “النجاح مش حظ، النجاح شغل وتعب وعرق. كل خطوة بتاخدوها في حياتكم لازم تكون موجهة نحو هدف أسمى، وهو إنكم تكونوا نور في مجتمعاتكم”.
المؤتمر لم يقتصر على المحاضرات النظرية فقط، بل تخلله العديد من الأنشطة التفاعلية والجلسات العملية اللي ساهمت في تنمية مهارات الشباب القيادية. الشباب شاركوا في ورش عمل تفاعلية تهدف لتطوير الذات والقيادة، وكان الجو مليئًا بالطاقة الإيجابية. ومن أبرز المتحدثين في المؤتمر الدكتور برينت كرو، الذي تناول كيفية تحويل الطموحات إلى واقع ملموس، وإيثان كراودر الذي ألهم الشباب بحديثه عن أهمية الشجاعة والالتزام في تحقيق الأهداف، والدكتور جاي ستراك الذي شجعهم على أن يكونوا قادة متواضعين ومتفانين.
الرسائل التي خرج بها المؤتمر لم تكن مجرد كلمات تُلقى على مسامع الشباب، بل كانت دعوة حقيقية للتحرك والتغيير. الدكتور القس أندريه زكي أكد على أهمية استمرار هذا النوع من اللقاءات والفعاليات، قائلاً: “نحن في مرحلة تحتاج لمثل هذه اللقاءات التي تغرس في قلوب شبابنا القيم النبيلة والإيمان العميق بمسؤولياتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم”.
ووسط الأجواء الروحانية التي عاشها المشاركون في وادي النطرون، شعر الجميع أن هذا المكان المبارك، الذي طالما كان موطنًا للصلاة والتأمل، قد تحول إلى منبر للشباب الباحثين عن التغيير، والتحدي، والقيادة.