كشف الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، عن تفاصيل الطقس الحالي في مصر خلال الفترة الجارية، مشيرًا إلى أن البلاد تشهد عودة تدريجية إلى المعدلات الطبيعية لدرجات الحرارة، بعد شهري يونيو ويوليو اللذين سُجلا كأكثر شهور حرارة في تاريخ السجلات المصرية.
عودة درجات الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية
في مداخلة هاتفية مع برنامج صباح البلد على قناة «صدى البلد»، أوضح القياتي أن درجات الحرارة بدأت تتراجع بشكل ملحوظ، حيث سجلت القاهرة الكبرى اليوم نحو 33 درجة مئوية، وهي معدلات طبيعية بالنسبة لهذا الوقت من العام. وأرجع ذلك إلى تأثر البلاد بكتل هوائية باردة قادمة من جنوب أوروبا، بالإضافة إلى امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا، مما ساهم في تحسين الأجواء.
تأثير الانخفاض على المحافظات الجنوبية
أضاف القياتي أن الانخفاض في درجات الحرارة لم يقتصر على القاهرة فقط، بل امتد أيضًا إلى محافظات جنوب الصعيد، حيث سجلت درجات الحرارة هناك لأول مرة منذ بداية الصيف 39 درجة مئوية، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بفترات الذروة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهري يونيو ويوليو.
يونيو ويوليو الأكثر حرارة في تاريخ السجلات
أشار الدكتور القياتي إلى أن شهري يونيو ويوليو 2024 كانا الأشد حرارة في تاريخ السجلات المناخية المصرية، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بشأن تأثيرات التغيرات المناخية على مصر. هذه الفترة شهدت موجات حر شديدة، ارتفعت خلالها درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة في مناطق جنوب الصعيد والسواحل الشرقية، مما أدى إلى ضغوط على الأنظمة البيئية والزراعية.
التغيرات المناخية وأثرها على الطقس
يعد هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة جزءًا من التغيرات المناخية العالمية التي تؤثر على أنماط الطقس في مختلف دول العالم. فقد أصبحت مصر أكثر عرضة لموجات الحر الشديدة والجفاف، مما يستدعي زيادة الوعي واتخاذ تدابير لمواجهة هذه التحديات. وتحذر الجهات المعنية بضرورة تحسين استراتيجيات التعامل مع هذه الظواهر المناخية من خلال تعزيز كفاءة الأنظمة الزراعية، وزيادة كفاءة استخدام المياه والطاقة، وتحسين البنية التحتية لمواجهة الأزمات المناخية.
توقعات الطقس للفترة المقبلة
وفقًا للتوقعات الحالية، يتوقع أن تستمر هذه الأجواء المعتدلة نسبيًا خلال الأيام القادمة، مع تراجع تدريجي في درجات الحرارة في معظم أنحاء البلاد. ومع ذلك، تظل الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذر من أن فصل الخريف قد يحمل تقلبات مناخية غير متوقعة، بما في ذلك احتمالية تساقط الأمطار على المناطق الساحلية، وعودة موجات حر محتملة مع تأثر البلاد بتيارات هوائية مختلفة.
خلاصة
تأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه العالم تغيرات مناخية دراماتيكية. ومع تسجيل شهري يونيو ويوليو 2024 كأكثر الفترات حرارة في تاريخ مصر، يصبح من الضروري تعزيز الوعي بالتغيرات المناخية وتأثيراتها المحتملة. مصر تواجه تحديات كبيرة في هذا الصدد، خاصة مع التوقعات بتزايد موجات الحر في المستقبل، مما يتطلب استعدادات خاصة لتخفيف الأضرار وتأمين سلامة المواطنين.