في لفتة إنسانية وجميلة تعكس روح العطاء والانتماء للوطن، قرر نجم الكرة العالمي محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي وأحد أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية، أن يساهم بشكل شخصي في تطوير مدرسته القديمة في مركز بسيون بمحافظة الغربية. صلاح، اللي بقى رمز للإصرار والنجاح على مستوى العالم، خصص مبلغ 12 مليون جنيه من ماله الخاص لتطوير مدرسة “محمد صلاح الثانوية الصناعية العسكرية”، المدرسة اللي شهدت بدايات حلمه كلاعب كرة قدم قبل ما يصبح نجمًا عالميًا.
قصة البداية: من طالب عادي لنجم عالمي
محمد صلاح، ابن قرية “نجريج” بمركز بسيون، عاش طفولته البسيطة وهو يحلم إنه يومًا ما يكون لاعب كرة قدم معروف. حلمه بدأ يتبلور في جدران مدرسته، اللي كانت محطة رئيسية في حياته، حيث كان يقضي ساعات طويلة في الملاعب الترابية يلعب مع زملائه. وكعادة الطلاب في الأرياف، كانت المدرسة هي المكان الوحيد اللي يقدروا فيه يعبروا عن مواهبهم. صلاح، اللي كان معروف بالتزامه واجتهاده، قدر يجمع بين حلمه الدراسي وحلمه الكروي، ودايمًا كان بيغيب بإذن عشان يحضر تدريباته مع نادي المقاولون العرب.
خطوة جديدة لتكريم المدرسة
مع مرور السنين، وبعد ما بقى صلاح نجمًا عالميًا، ما نسيش أصوله ومكانه الأول. قرر إنه يرد الجميل لمدرسته القديمة، اللي كانت شاهدة على خطواته الأولى نحو المجد. محمد صلاح خصص مبلغ 12 مليون جنيه من ثروته الخاصة لتطوير المدرسة بشكل شامل، وده مش بس لتكريم المكان اللي نشأ فيه، لكن كمان عشان يدعم أجيال جديدة من الطلاب اللي عندهم أحلام مشابهة.
عملية التطوير: مدرسة بمعايير عالمية
المشروع اللي موله صلاح بنفسه شمل تجديد كامل للمدرسة. أول حاجة، تم تجديد الملعب الخماسي، وتم تنجيله بالنجيل الصناعي، عشان يكون مناسب لتدريبات الطلاب ويكون رمز للحلم الرياضي. كمان تم تجديد الفصول ودورات المياه، وتجهيزها بأحدث الوسائل التكنولوجية. المدرسة اللي كانت في يوم من الأيام بتعاني من نقص في الإمكانيات بقت دلوقتي نموذج للمدارس الصناعية في مصر، واللي بقت مجهزة بكل ما يحتاجه الطالب عشان يتفوق في مجاله.
التطوير شمل كمان معامل الحاسب الآلي، اللي اتزوّدت بأحدث الأجهزة، بالإضافة إلى مكتبة المدرسة اللي اتزودت بسلسلة ضخمة من الكتب في مجالات متعددة. بقى في مساحة كبيرة للطلاب يتعلموا ويطوّروا نفسهم، سواء كانوا مهتمين بالرياضة أو التكنولوجيا أو حتى المجالات الأدبية والعلمية.
الفصل العسكري: تعزيز روح الانتماء
صلاح كمان قرر إنه يدعم الجانب الوطني في المدرسة من خلال إنشاء فصل خاص بالتربية العسكرية. الفصل بيقدم محاضرات لطلاب المدرسة تحت إشراف ضباط من القوات المسلحة، اللي بيوجهوا الطلاب للتعرف على بطولات الجيش المصري وأهمية الحفاظ على الوطن. الفصل ده مجهز بأحدث وسائل التعليم، بما في ذلك السبورة الذكية والبروجيكتور، واللي بيساعد في تقديم محتوى علمي ووطني بطريقة حديثة.
جدارية محمد صلاح: رمز للإلهام
وعلى مدخل المدرسة، تم رسم جدارية ضخمة لصلاح، بتمثّل رمز فخر لكل طالب بيدخل المدرسة. الجدارية دي مش بس بتحتفي بالنجم العالمي، لكنها كمان بترسّخ فكرة إن النجاح بيبدأ من الحلم الصغير، وإن الاجتهاد هو الطريق الوحيد لتحقيقه. الجدارية دي بقت واجهة المدرسة، وكل زائر بيشوفها بيحس بفخر وهو شايف واحد من أبناء المدرسة نجح في إنه يبقى نجم عالمي.
تفاعل المجتمع والمحافظة
محافظ الغربية اللواء هشام السعيد أكد إن خطوة صلاح كانت ملهمة وبتعكس شخصيته المتواضعة اللي بتحب الخير لبلدها. وأشار إن المدرسة تم تطويرها لتكون واحدة من أفضل المدارس الصناعية في مصر، وإن ده هيخلق بيئة تعليمية مختلفة تمامًا عن اللي كانت موجودة قبل كده. المحافظ أضاف إن المشروع ده هو جزء من خطة أكبر لتطوير التعليم في المحافظة، لكنه أكد إن مساهمة صلاح كانت خاصة جدًا وملهمة.
الطلاب: حلم كل يوم
الطلاب اللي حاليًا بيدرسوا في المدرسة بيشعروا بفخر وهم داخلين مكان كان شاهداً على بدايات واحد من أعظم لاعبي الكرة في العالم. قصة صلاح بقت بالنسبة ليهم مش مجرد قصة نجاح، لكنها بقت دافع قوي يخليهم يسعوا لتحقيق أحلامهم مهما كانت الظروف.
النهاية: رسالة أمل
محمد صلاح مش بس نجح في إنه يكون نجم عالمي على المستطيل الأخضر، لكنه كمان نجح في إنه يكون مثال للإنسان اللي بيحب يساعد بلده ويرد الجميل لأصوله. قراره بتطوير المدرسة بماله الخاص بيمثّل رسالة أمل لكل طفل مصري، إن مهما كانت بداياتك بسيطة، الحلم ممكن يتحقق إذا كان عندك العزيمة والالتزام.
المدرسة النهارده بقت مش بس مكان للتعليم، لكنها بقت مصدر إلهام وحكاية نجاح تبدأ من جدران بسيطة في ريف مصر، وتنتهي بمجد عالمي على ملاعب أوروبا.