متابعات ـ هاني فريد
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى منغوليا تشكل تحديًا لمذكرة توقيف الجنائية الدولية، لتذكير العالم بأن روسيا لا تزال تتمتع بنفوذ استراتيجي على جارتها الجنوبية، رغم محاولات منغوليا المتعددة لتحقيق توازن في علاقاتها الدولية.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء إن بوتين يبدأ اجتماعاته في منغوليا في أول زيارة رسمية له لدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ إصدار مذكرة اعتقال بحقه في مارس 2023، متجاهلًا مذكرة اعتقال المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت أن المحكمة الجنائية الدولية أكدت قبيل زيارة بوتين، أن منغوليا ملزمة باعتقاله، لكن نظرًا لاعتماد منغوليا الكبير على روسيا في إمدادات الوقود، اعتُبر أن احتمال حدوث الاعتقال ضعيف للغاية.
وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأنه بدلاً من اعتقاله، استُقبل بوتين بحفاوة كبيرة على السجادة الحمراء في الساحة المركزية لعاصمة منغوليا (أولان باتور)، لافتة إلى أن الكرملين كان قد قلل من احتمال حدوث اعتقال قبل الزيارة حيث صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الجمعة الماضية: “لا توجد مخاوف، لدينا حوار رائع مع أصدقائنا من منغوليا. جميع جوانب الزيارة قد تم إعدادها بشكل دقيق”.
وأعادت إلى الأذهان، أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين عام 2023، متهمةً إياه بارتكاب جرائم حرب بسبب اختطاف وترحيل الأطفال الأوكرانيين.
ورغم أن المحكمة الجنائية الدولية لا تمتلك آلية تنفيذ خاصة بها، فإن الدول الموقعة على المحكمة ملزمة باعتقال الأشخاص الصادرة بحقهم مذكرات اعتقال، مع العلم بأن روسيا ليست موقعة على المحكمة، وقد رفضت باستمرار سلطتها.
وبحسب الصحيفة، تحافظ منغوليا، وهي دولة ديمقراطية غير ساحلية تقع بين روسيا والصين، على موقف سياسي حذر لتحقيق التوازن بين جيرانها الأقوى بكثير. وقد اتخذت موقفًا محايدًا من الحرب في أوكرانيا.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إنه على الرغم من تطلع منغوليا إلى الغرب لتخفيف بعض الضغط الجيوسياسي، من خلال استضافة ضيوف رفيعي المستوى مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، فإنها تعتمد اقتصاديا على جيرانها الأكبر بكثير.