شهدت شوارع مدينتي تل أبيب والقدس مظاهرات حاشدة ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث انطلقت الاحتجاجات وسط توترات شديدة عقب العثور على جثث 6 أسرى فلسطينيين قُتلوا في غزة. يُذكر أن هذه المظاهرات تأتي في ظل تصاعد الغضب الشعبي والمعارضة السياسية إزاء إدارة الحكومة للأزمة الأخيرة.
التحركات السياسية والمظاهرات:
هذه الاحتجاجات، التي شارك فيها رئيس “معسكر الدولة” والوزير السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني جانتس، تعكس حالة الغليان التي تشهدها الأوساط الإسرائيلية. الجدير بالذكر أن هذه المظاهرات لا تقتصر فقط على تل أبيب والقدس، بل تمتد إلى مدن إسرائيلية أخرى، حيث يطالب المتظاهرون بإبرام صفقة تبادل للأسرى مع الفصائل الفلسطينية كحلّ للأزمة الحالية.
خلفية الأزمة:
جاءت هذه الاحتجاجات بعد أن أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن العثور على جثث 6 أسرى فلسطينيين قُتلوا في ظروف غامضة، حيث يُعتقد أن هؤلاء الأسرى كانوا محتجزين في قطاع غزة. وزاد الوضع تعقيدًا عندما رفضت عائلتان من عائلات الأسرى القتلى طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للتحدث معهم في محاولة لتهدئة الأمور.
التعليقات والردود الرسمية:
في هذا السياق، علّق رئيس “الموساد”، دافيد برنياع، على الوضع قائلاً: “الخلاف بشأن عودة أهالي غزة إلى شمالي القطاع أكثر تعقيدًا من قضية محور فيلادلفيا”، مشيرًا إلى أن موقفه الشخصي يتمثل في ضرورة الانسحاب من محور فيلادلفيا ونتساريم، وذلك في خطوة قد تسهم في استعادة الأسرى الإسرائيليين، حيث يرى برنياع أن هذه المواقع لم تعد تحمل أهمية عسكرية حيوية.
التداعيات السياسية:
تداعيات هذا الوضع لم تتوقف عند المظاهرات، بل امتدت إلى الحكومة الإسرائيلية، حيث تم إلغاء الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم. وأعلن عدد من الوزراء عن نيتهم طرح قضية “محور فيلادلفيا” للنقاش من جديد، في محاولة لتقديم تنازلات قد تؤدي إلى إبرام صفقة تبادل الأسرى.
الخلافات داخل الحكومة:
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن انقسامات عميقة داخل الحكومة، حيث نقلت عن مسؤول كبير قوله: “نتنياهو يدرك تمامًا ما يفعله، لكنه يتصرف بوحشية، ويداه ملطختان بالدماء”. هذه التصريحات جاءت في ظل انتقادات واسعة داخل الحكومة وخارجها للطريقة التي يدير بها نتنياهو الأزمة.
الأزمة بين الحكومة والمعارضة:
الأزمة الحالية تعكس التوترات المتزايدة بين الحكومة الإسرائيلية والمعارضة، حيث ترى المعارضة أن نتنياهو يقود البلاد نحو مزيد من العزلة الدولية والداخلية بسبب قراراته المتشددة. وقد أصبحت قضية الأسرى محورًا رئيسيًا للصراع السياسي، حيث يطالب البعض بضرورة اتخاذ خطوات جريئة لإبرام صفقة تبادل قد تنقذ أرواح المزيد من الإسرائيليين وتعيد الاستقرار إلى المنطقة.
ردود الفعل الدولية:
على الصعيد الدولي، أثارت هذه التطورات مخاوف كبيرة، حيث دعت دول عديدة إلى ضبط النفس وإيجاد حل سلمي للأزمة. من جهتها، طالبت الأمم المتحدة بضرورة احترام حقوق الأسرى وتقديم جميع المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة.