سنة مضت على مرجعات جزار الجماعة الإرهابية
ولا يزال يراجع، ويراجع، أتذكر في 19 سبتمبر من العام الماضي ، سجلت في هذه الصفحة ، وفى مجلتنا العريقة ” المصور ” ، ظهور الإخوانجي “ حلمي الجزار” على فضائية إخوانية مارقة “ الشرق ” ، برسالة موجهة إلى من يهمه الأمر، مؤداها، الجماعة (جماعة الإخوان الإرهابية) بدأت مراجعة جادة لمسيرتها خلال العشر سنوات الماضية.. مع تهليل وتكبير إخوان الشيطان في منافيهم البعيدة..
وإنا لمنتظرون، عاما كاملا مر على حديث المراجعات، لا سمعنا عن مراجعات، ولا شهدنا حوارات، وإذا فجأة يخرج علينا الإعلامي الإخواني ماجد عبد الله في فضائية “الشرق” بنداء على لسان الدكتور حلمي الجزار، للسلطات المصرية بالعفو عن الجماعة مقابل تخليها عن العمل السياسي وإطلاق سراح المعتقلين ، ما يترجم محاولة يائسة بائسة لإحياء فكرة المصالحة المرفوضة شكلا وموضوعا .
حديث المراجعات ، وتاليا المصالحات الذى تحدث به جزار الإخوان ونشرته مواقع الجماعة المعتمدة، يترجم مخاتلة سياسية، كالضحك على الذقون الحليقة، الإخوان حواة، يموت الزمار وإيده تلعب!
خديعة المراجعات الإخوانية التى عول عليها نفر من المؤلفة قلوبهم، واستشرفوا مراجعات على نسق مراجعات الجماعات الجهادية في التسعينيات، خاب أملهم، وسيخيب، الإخوان لا يراجعون لأنهم ثأريون، يبيتون على ثأر.
حديث المراجعات لا ينطلي على النخبة الوطنية المصرية التى خبرت ملاعيب الإخوان، مثل ملاعيب شيحه، ولا تروج مثل هذه بضاعة بين العامة، لا يخدعهم لعب الثلاث ورقات، الإخوان ماهرون في انتهاز الفرص السانحة.
**
يلزم الحذر، لاحقا، وبعد أن تضع الحرب أوزارها، ومن تحت الركام الغزاوي، في اليوم التالي، ستصدر أصوات مأفونة خافتة ما تلبث أن تعلو تنادي على إعادة الإخوان إلى المشهد بوجه جديد، متسللة إلى الفضاء العام تحت زعم مصر الرسمية ألتقت قيادة حماس تسامحا في سياق الوساطة ، فلما لا تتسامح مع الإخوان!!
وسيعود الحكي البغيض في دثار مصطلح المصالحة الوطنية واللحمة الوطنية، ورص الصف في مواجهة المخططات الصهيونية التى يتبناها من تحت لتحت إخوان الشيطان.
الخطاب الإخواني المراوغ ما أصطلح على تسميته، “حديث المراجعات” الذي تحدثت به مرجعيات الجماعة “الإرهابية” بخبث سياسي.. على طريقة جزار الإخوان المسيس، حلمي الجزار، يترجم برز الثعلب يوما..
**
الثابت تاريخيا، عبر عقود خلت، الإخوان لا يراجعون، ولا يتوبون، ولا يثوبون، ومن يراجع يلقى جزاء سنمار، وإذا راجعوا سيسلكون نفس الطريق، لف وارجع، سيعودون إلى الرسائل التي ألفها المرشد المؤسس “حسن البنا”، ولن تجد لرسائل البنا في الإخوان تبديلا .
ماذا يراجع الإخوان، هل يمتلكون الجرأة لتغيير حرف في رسائل الإمام، هل لديهم الشجاعة للخروج على ووصاياه، هل يستقبلون قبلة “الدولة المصرية” بديلا عن قبلتهم، هل يصلون معنا صلاة مودع في حب الوطن، وهل يهجرون العنوان الرئيس (الإخوان المسلمون) إلى (المواطنة)، هل ينحلون من قسم السمع والطاعة إلى قسم الولاء للوطن .
كاذبون، كما كذب البنا في مراجعته التى جاءت بعد موجة عنف وسفك دماء واغتيالات، يوم قال “لو استقبلت من أمري ما استدبرت لرجعت بالجماعة إلى أيام المأثورات” مقصده الدعوية والخيرية .
لو صدقوا في مراجعتهم الموهومة، لاعترفوا ابتداء بجرائمهم في حق الوطن من أول اغتيال القاضي الخازندار وحتى اغتيال القاضي هشام بركات، وبينهما جرائم يشيب من هولها ولدان الإخوان إذا علموا جناية أجدادهم وآباءهم في حق هذا الوطن .
الاعتراف سيد الأدلة على صدق المراجعات المزعومة، وبعدها يستجمعون ما بقي لهم من شجاعة ويذهبون إلى “حل الجماعة” في الداخل والخارج، والانضواء تحت علم الدولة المصرية، مواطنين مصريين ليسوا إخوانا ولا مسلمين.
حل الجماعة هو الحل، وفيه كل الحلول، ساعتها نصدق التوبة النصوح، ونفكر مليا في مآلات مستقبل الجماعة بين ظهرانينا.
**
الإخوان خراج متقيح في جنب الوطن، يستوجب عملية جراحية لاستخراج “أم القيح”، المراجعات فى أروقة الجماعة كالدهانات الموضعية تسكين من المسكنات لا تعالج أصل الداء، البتر أقصد الحل علاجا، آخر الدواء الكي .
مقترح حل الجماعة، يقينا يثير أعصاب الجماعة، ولكنه في تصوري وتصور الحادبين على سلامة الوطن، المخرج من أزمة الإخوان التي تعكس بالسالب على مستقبليات الوطن التي تتموضع الجماعة في خاصرته كالحية الرقطاء تنفث سما في آنية الوطن.
هذا الوطن خبر أعداء طوال تاريخه، عادة من الشرق، ونادرا من العرب، واستثناء من الجنوب، ولكن ما نواجهه الآن العدو الرئيس من جوه البلد، الإخوان كالخلايا السرطانية ساكنة في عضم البلد، في النخاع، سرطان النخاع أفظع السرطانات جميعا، الخلايا السرطانية الإخوانية تتغذى على الخلايا الحية، العلاجات الكيماوية والإشعاعية لقتل الخلايا الإخوانية بالضرورة تضعف مناعة الوطن، الحل هو الحل.