في سياق إحياء التراث المصري القديم، تنظم جماعة حراس الهوية المصرية احتفالاً سنوياً بمناسبة رأس السنة المصرية القديمة، والذي يصادف يوم الأربعاء 11 سبتمبر من كل عام. سيقام الاحتفال هذا العام في جولة نيلية تمتد لساعتين، تبدأ في تمام الساعة الخامسة مساءً على كورنيش النيل بالمنيل، وتحديداً من فندق موفنبيك بشارع عبد العزيز آل سعود. يهدف هذا الاحتفال إلى تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي بين المصريين، والاحتفال بتاريخهم العريق الذي يمتد لآلاف السنين.
الدعوة العامة للاحتفال
قام المؤرخ والمحامي سامي حرك، وهو أحد القياديين البارزين في جماعة حراس الهوية، بدعوة الجماهير للمشاركة في هذا الحدث المهم. وأكد حرك أن المشاركة في هذا الاحتفال ستكون مفتوحة للجميع مقابل رسوم رمزية قدرها 100 جنيه فقط، تُدفع عند الحضور.
خلفية تاريخية عن السنة المصرية
يشير الاحتفال إلى بداية السنة المصرية القديمة (وبت-رنبت) 6266، وهي جزء من التراث الثقافي الذي يعكس تاريخًا طويلاً وعريقًا للمصريين. يتزامن هذا الاحتفال مع السنة القبطية (النيروز) 1741، التي تتبع نفس التقويم المصري القديم، مما يعكس الترابط العميق بين التاريخين الفرعوني والقبطي.
أهمية التقويم المصري
يعود التقويم المصري إلى العصور الفرعونية، ويعد من أقدم التقويمات في تاريخ البشرية. وقد اعتمد المصريون القدماء هذا التقويم بناءً على مراقبة دقيقة لدورة الشمس وموسم فيضان النيل، الذي كان حاسمًا للحياة الزراعية في مصر. يحتوي التقويم على 12 شهرًا، كل شهر يتألف من 30 يومًا، بالإضافة إلى خمسة أيام إضافية تُسمى “النسيء”، والتي تضاف في نهاية السنة.
التقويم المصري لم يكن مجرد وسيلة لتحديد الأيام والشهور، بل كان يعكس أيضًا الفلسفة الدينية والحياتية للمصريين القدماء. فقد ارتبطت الشهور بأسماء الآلهة وأحداث دينية مهمة، مما جعل التقويم جزءًا لا يتجزأ من الهوية المصرية.
تصريح سامي حرك
وفي تصريحاته، أشار سامي حرك إلى أن المصريين “إيد واحدة من قبل مينا”، في إشارة إلى الملك مينا موحد القطرين ومؤسس الدولة المصرية الموحدة. وأضاف أن “لا الاحتلال فرقنا، ولا الأزمات أثرت فينا”، مشددًا على أهمية الحفاظ على هذا التراث المشترك الذي يجمع المصريين بمختلف أطيافهم. وأكد حرك أن الاحتفال سيكون فرصة لشرح فكرة التقويم المصري ودوره في توحيد وتجميع المصريين على مر العصور.
التوزيع الخاص بالنتيجة المصرية
من ضمن فعاليات الاحتفال، سيتم توزيع “النتيجة المصرية”، وهي تقويم سنوي يستند إلى التقويم المصري القديم، يتضمن الأشهر الفرعونية ومعانيها، بالإضافة إلى الأمثال الشعبية المرتبطة بكل شهر. وتهدف هذه النتيجة إلى تذكير الأجيال الحالية بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والمعرفي للمصريين القدماء.
السياق الثقافي والاجتماعي
يأتي هذا الاحتفال في وقت يشهد فيه العالم توجهًا متزايدًا نحو الحفاظ على التراث الثقافي وإعادة إحياء الهوية الوطنية. في مصر، تعد هذه الجهود جزءًا من حركة أوسع تهدف إلى تعزيز الفخر بالتراث المصري الغني والمتنوع. تُعتبر جماعة حراس الهوية المصرية واحدة من أبرز المنظمات التي تعمل على إحياء هذا التراث، من خلال تنظيم فعاليات واحتفالات تعزز الوعي بأهمية التاريخ والثقافة المصرية القديمة.
الخاتمة
يعد الاحتفال برأس السنة المصرية القديمة بمثابة تذكير بأهمية التراث الثقافي والتاريخي لمصر، ودوره في تشكيل الهوية الوطنية للمصريين. من خلال هذا الاحتفال، تسعى جماعة حراس الهوية المصرية إلى إحياء التراث المصري القديم، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ عليه للأجيال القادمة.