و«كنيس» فى العنوان أعلاه، بيت اجتماع وصلاة، وجمعه «كُنس»، تترجم معبد أتباع الديانة اليهودية نظير المسجد لدى المسلمين والكنيسة لدى المسيحيين.
الوزير الإسرائيلى اليمينى المتطرف «إيتمار بن غفير»، فى لقاء مع إذاعة «غالى» التابعة لجيش الاحتلال، ببجاحة سياسية منقطعة النظير، قال: «يمكن لليهود أن يصلوا فى جبل الهيكل، وأن يسجدوا أيضًا. أنا وزير الأمن القومى، وفى عهدى لن يكون هناك تمييز بين اليهود والمسلمين، الذين لا يمكن لأحد سواهم أن يصلى فى المكان. السياسة تسمح بالصلاة فى جبل الهيكل، هناك قانون متساوٍ بين اليهود والمسلمين- سأبنى كنيسًا هناك».
«كنيس فى عينيك بجح»، نال استهجانًا إسرائيليًا، المعارضة الإسرائيلية تخشى مغبة المساس بالأقصى، ليس حبًا فى الأقصى، ولكن خوفًا من تداعيات استفزاز ملايين المسلمين حول العالم، الأقصى قِبلتهم ووحده قادر على وحدتهم.. وفى وحدتهم خطر يلوح على بقاء الدولة العبرية.
وتنديدًا عالميًا، ورفضًا عربيًا، وتوالت البيانات محذرة من خطورة المس بالأقصى، دونه الرقاب ولكن بن غفير سادر فى مخططه، لا يبالى.. نتنياهو أعطى بن غفير تصريحًا بانتهاك الأقصى، ما يمتنع عنه نتنياهو سياسيًا من باب ذر الرماد فى العيون، يتولاه ويتكفل به بن غفير، رجل المهام القذرة فى حكومة الإبادة الجماعية.
تاريخيًا، لم تنتهك حرمة الأقصى (تحت الاحتلال 67) من بعد المقبور «آرئيل شارون»، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، سوى من قبل بن غفير وأتباعه (حركة الجبهة الوطنية اليهودية)، دائم التحرش بالأقصى ورواده، يطبق عليهم أحكامًا عرفية تمنعهم من الصلاة، والقدوم إلى ساحاته، ويعتقل خطباءه، ويفرض عليه سياجًا حديدًا، يحكمه بالحديد والنار.
بن غفير يعتمل ثأرًا، كبده مقروح من الأقصى، كلما شاهد صور الأقصى محلقة فى السماء يجن جنونه، يسمونه مجنون الأقصى، ومخبول الهيكل.. والمقصود هيكل سليمان، بيت همقدش، الهيكل الأول فى القدس الذى بناه الملك سليمان حسب معتقدات اليهود، وقد دمره «نبوخذ نصر الثانى» بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد.
بن غفير لا يردعه كائن من كان فى إسرائيل، مطلوق على الأقصى، لا يحفل بغزة ولا بالضفة، نتنياهو كفيل بهم، متفرغ للأقصى، كل مجهوده الحربى تجاه الأقصى، حتى لا تردعه فتاوى الحاخامات الذين يرون الكنيس المزعوم نذير شؤم ودمار للدولة العبرية.
صحيفة «ييند نئمان»، التابعة لحزب الحريديم اللتوانى «ديجل هتوراة»، هاجمت بن غفير باللغة العربية: «الوزير بن غفير يكرر خطأه ويعرّض سكان الأراضى المقدسة للخطر».
كتبت الصحيفة محذرة: «يمنع منعًا باتًا صعود اليهود لجبل الهيكل. هذا هو رأى (فتوى) كل رجال الفقه والإفتاء اليهود على مر العصور، وهذا الرأى (الفتوى) لم يتغير ولا يزال سارى المفعول حتى الآن».
ونشرت صحيفة محسوبة على حزب «ديجل هتوراة» المتدين مقالًا نقديًا شديدًا لوزير الأمن القومى الإسرائيلى، بعد اقتحامه المسجد الأقصى رغم التهديدات والتحذيرات: «الفقهاء الدينيون العظماء فى الأجيال الأخيرة أقروا بأن الدخول إليه محظور بموجب تعليمات الشريعة. مثل هذه الاستعراضات المحظورة تعرض حياة اليهود للخطر».
خلاصته كنيس بن غفير سيكون القشة التى قصمت ظهر البعير، سيكون وبالًا على الدولة العبرية، نذير شؤم، بن غفير ينعق فى خراب نفسه، يحدث نفسه، جن تمامًا، وسيرى عجبًا.