نشرت الكاتبة الصحفية خيرية شعلان، زوجة الصحفي الراحل رجائي الميرغني، مجموعة من الأبيات الشعرية التي تعكس مشاعرها العميقة وحزنها المستمر بعد رحيل زوجها. الأبيات تعبر عن تأملات حزن داخلي عميق، حيث تساءلت عن مصير الأمل الذي بدأ يضعف في قلبها، والخوف من أن يطغى السأم على حياتها بعد فقدانها لشريك حياتها الذي كان يمثل لها السند والداعم الأول.
الأبيات تقول:
“سألت نَفسى الكَلِيلـه: ألاقى فِين تِرياقى؟
بَعد اللى ضاع مِنى، إيه اللى عَاد باقى؟
خَـايف يِشيِخ الأمل، جَاوبِينى مَا تخَبِيش
قالت: سايِبنى ليه لِلسأم يِمسِك فى خُنَّاقى”
تعكس هذه الأبيات صراعًا نفسيًا عميقًا بين محاولة التمسك ببقايا الأمل في مواجهة السأم واليأس الذي بدأ يتسلل إلى حياتها. وكأنها تتحدث عن روح منهكة تبحث عن مخرج من حالة الحزن والفقدان الذي تركه رجائي في حياتها.
رجائي الميرغني، الذي رحل عن عالمنا قبل سنوات، لم يكن مجرد صحفي بارز، بل كان أيضًا نقابيًا قديرًا ومخضرمًا في نقابة الصحفيين، وشخصية لها ثقلها في الوسط الصحفي والإعلامي المصري. كان له دور كبير في تطوير ودعم الصحافة المصرية، وكان حضورًا دائمًا في المشهد الإعلامي، مدافعًا عن حقوق الصحفيين وحريتهم.
وفاة رجائي الميرغني لم تكن مجرد خسارة شخصية لعائلته، بل كانت صدمة قوية للوسط الصحفي بأكمله، حيث فقدت الصحافة المصرية أحد أعمدتها الأساسية. نشر خيرية شلبي لهذه الأبيات يعكس تأثير فقدانه العميق على حياتها، ويُظهر كيف لا يزال رجائي حاضرًا في وجدانها، وكيف أن رحيله ترك فراغًا لا يمكن أن يُملأ، محاولاتها للبحث عن الأمل ومقاومة السأم تجسد الحزن المستمر والشوق الذي لا يزال ينبض في قلبها.
من خلال كلماتها، تُعيد خيرية إحياء ذكرى رجائي، ليس فقط كشريك حياة، ولكن كرمز صحفي والنقابي الذي كرّس حياته لخدمة زملائه ومهنته. تلك الأبيات ليست مجرد شعر، بل هي شهادة على العلاقة العميقة التي ربطتها بزوجها، وعلى الدور الذي لعبه في حياتها وحياة الكثيرين ممن عرفوه.