في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب السوداني، جاءت تصريحات الأنبا صرابامون، أسقف إيبارشية عطبرة وأم درمان وشمال السودان، لتكشف عن الجهود الكبيرة التي تبذلها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمساعدة اللاجئين السودانيين الذين فروا من بلادهم بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
خلال لقاء خاص على قناة “مي سات” القبطية، أوضح الأنبا صرابامون أن الأعداد المتزايدة من اللاجئين السودانيين تصل إلى مصر يوميًا بالمئات، ما دفع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى التدخل بسرعة لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة. وأشار نيافته إلى أن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أخذ على عاتقه معالجة هذه الأزمة بشكل مباشر.
وفي إطار جهود الكنيسة لمواجهة هذه الأزمة، عقد قداسة البابا تواضروس عدة اجتماعات مع الآباء الكهنة والشعب المتضرر من الأحداث في السودان، حيث تم التوصل إلى خطة توزيع اللاجئين السودانيين على الكنائس القبطية في مصر، بحيث تكون كل كنيسة مسؤولة عن رعاية مجموعة من هؤلاء اللاجئين حتى انتهاء الأزمة في بلادهم.
وقد أعرب الأنبا صرابامون عن شكره العميق لقداسة البابا تواضروس وللآباء الكهنة والأساقفة على جهودهم في رعاية اللاجئين السودانيين، مؤكدًا أن الكنائس لم تقصر إطلاقًا في أداء واجبها تجاه هؤلاء الإخوة الذين وجدوا في مصر ملاذًا آمنًا.
وقال الأنبا صرابامون: “الكنائس في مصر فاتحة أبوابها لأحبائنا القادمين من السودان، يتعاملون معنا بكل الحب والاحترام، سواء في توفير الطعام أو الشراب أو العلاج أو حتى المصاريف اليومية. البابا تواضروس يستحق الشكر لتوزيعه المجموعات على الكنائس، مما يتيح لكل كنيسة العناية بعدد معين من اللاجئين، ويساعد في استيعاب العدد الكبير من الذين جاؤوا إلى مصر”.
وخلال حديثه، وجّه الأنبا صرابامون رسالة شكر مؤثرة إلى قداسة البابا تواضروس وكل الآباء الكهنة والأساقفة الذين يعملون دون كلل لتقديم الدعم اللازم للسودانيين المتضررين. وقال: “نشكر قداستك يا سيدنا البابا على كل ما تقدمه، وشكرًا لكل الأبوة والروح الطيبة التي تعاملوننا بها. الكنيسة القبطية دائمًا ما كانت في الصفوف الأمامية للدفاع عن حقوق الإنسان ومساعدة المحتاجين”.
وفي الوقت ذاته، عقد قداسة البابا تواضروس الثاني سلسلة من اللقاءات في المقر البابوي بالقاهرة، حيث استقبل عددًا من الآباء الكهنة من إيبارشيتَي الخرطوم وأم درمان، واطمأن منهم على أحوال الجالية السودانية في مصر. كما استقبل خدام وخادمات أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية، الذين يقومون بدور حيوي في تقديم المساعدة للأسر السودانية.
تأتي هذه الجهود في ظل تصاعد الصراع في السودان، والذي بدأ في 15 أبريل 2023، بعد أن تمردت قوات الدعم السريع وهاجمت مطار الخرطوم الدولي والعديد من القواعد العسكرية، مما أدى إلى اندلاع سلسلة متواصلة من الاشتباكات العنيفة. في هذا السياق، تبرز أهمية الدور الذي تلعبه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في توفير الدعم والمساعدة للاجئين السودانيين الذين فقدوا كل شيء بسبب هذه الحرب المدمرة.
ختامًا، تبقى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني، مصدر أمان ودعم لكل من يحتاج إليها، وتجسد بتقديمها للمساعدة مثالًا حيًا على المحبة المسيحية والعمل الخيري في أصعب الظروف.