قال الكاتب والناقد والأديب نحاس عبد الحميد راضي تعليقًا على رباعيات الشاعر رجائي الميرغني، ومنها الرباعية التي يقول فيها:
لو كان الإختلاف والإتفاق من حقوق الناس
والشعب ماهوش قطيع خانع، مطاطى الراس
لا كُنا سِمعنا عن هتلر وموسولينى وسيتالينى
ولا ظَهر نواحينا خِلْفِتهُم .. وسقونا نفس الكاس
من ديوان “رباعيات الزمن البخيل” لعام 2015، إن جَمال هذه الرباعيات يكمن في قدرتها على التلخيص والاختصار، والتعبير عن المعاني الكبيرة في عبارات قليلة. وأكد نحاس أن هذا الأسلوب هو أفضل تجسيد لما قاله النفّري: “كلما اتّسعَت الرؤية، ضاقت العبارة.”
وأضاف أن رجائي الميرغني يبرع في صوغ هذا الفن، الذي لم يبرع فيه سوى قلة من الشعراء الذين جمعوا بين موسوعية الثقافة واستخلاص الحكمة من الأحداث، ومهارة التعبير عنها بموهبة فريدة.
وأكد راضي أن القدرة على التعبير عن الأفكار الكبيرة التي تحتاج إلى صفحات طويلة في كلمات قليلة هو ما يجعل رباعيات رجائي الميرغني تتألق وتتميز.
راضي أشار إلى أن هذه الرباعية ليست مجرد مجموعة من الأبيات الشعرية، بل هي تعبير مكثف عن تجربة إنسانية وسياسية عميقة. فالحديث عن الاستبداد والطغيان الذي جسده هتلر وموسوليني وستالين يبرز قضية الحريات وحقوق الشعوب في الاختلاف والاتفاق، وهو ما يجعل هذا العمل الشعري يتجاوز حدود الكلمات ليصل إلى جوهر التجربة الإنسانية.
وأشار راضي إلى أن ما يميز رجائي الميرغني في كتابة الرباعيات هو تلك القدرة على ربط الأحداث التاريخية بالحاضر، ووضعها في إطار شعري يمكنه أن يصل إلى وجدان القارئ بسهولة. وأوضح أن الميرغني استطاع من خلال اختصار الكلمات وتكثيف المعاني، أن يجعل القارئ يشعر بعمق المأساة والظلم الذي تتعرض له الشعوب حينما تُسلب منها حقوقها الأساسية.
وختم راضي تعليقه بالتأكيد على أن موهبة رجائي الميرغني في صياغة الرباعيات تجعله واحدًا من القلة الذين نجحوا في الجمع بين عمق الفكرة وجمال التعبير، وهو ما يجعل رباعياته تتردد في ذاكرة القراء وتستمر في التأثير لفترات طويلة.