في بيانٍ يحمل أسمى معاني الحزن والأسى، نعى المجلس العالمي للتسامح والسلام بوفاة الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية المصري السابق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية. جاء في البيان الذي أصدره معالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، تعبيراً عن أصدق التعازي وأعمق مشاعر المواساة لأسرة الفقيد ولقيادة وشعب جمهورية مصر العربية، داعياً الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
الدكتور نبيل العربي، الذي وافته المنية مؤخرًا، كان شخصية بارزة ورمزاً من رموز الدبلوماسية المصرية العريقة. لقد جسد طوال حياته المهنية مثالاً يُحتذى به في الإخلاص للوطن والأمة، وأسهم بشكلٍ كبير في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية. وقد أبدى الجروان فخره واعتزازه بالتعاون مع الدكتور العربي، خصوصًا خلال فترة رئاسة الجروان للبرلمان العربي، حيث أتيحت له الفرصة للعمل عن قرب مع هذا الرجل الوطني الذي كان يمتلك رؤية ثاقبة وحكمة بالغة في معالجة القضايا الدولية والإقليمية.
وقال الجروان في بيانه: “لقد كان الدكتور نبيل العربي منارةً للدبلوماسية المصرية، وعمل بشغف وإخلاص من أجل رفعة وطنه وأمته. نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويجزيه عن وطنه وأمته خير الجزاء، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.”
وأضاف الجروان أن فقدان الدكتور نبيل العربي يمثل خسارة كبيرة ليس فقط لمصر، بل للعالم العربي بأسره، حيث كان له دورٌ محوري في العديد من الملفات الشائكة على مستوى المنطقة. مشيراً إلى أن رحيله يترك فراغاً كبيراً في الساحة الدبلوماسية والسياسية التي تميز فيها طوال حياته المهنية.
مسيرة حافلة بالعطاء
ولد الدكتور نبيل العربي في عام 1935، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة قبل أن يبدأ مسيرته الدبلوماسية في وزارة الخارجية المصرية، حيث تدرج في المناصب حتى وصل إلى أعلى المناصب الدبلوماسية. شغل الدكتور العربي منصب وزير الخارجية في حكومة الدكتور عصام شرف بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث لعب دوراً محورياً في إعادة تشكيل السياسة الخارجية المصرية بعد الثورة.
وفي عام 2011، تم انتخابه أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، خلفًا لعمرو موسى. خلال فترة ولايته في الجامعة، عمل العربي على تعزيز دور الجامعة في دعم القضايا العربية والدفاع عن حقوق الشعوب العربية، بما في ذلك القضية الفلسطينية التي كانت دومًا على رأس أولوياته.
إرث مستمر
برحيل الدكتور نبيل العربي، تفقد مصر والعالم العربي أحد أبرز القامات الدبلوماسية التي ساهمت في تشكيل ملامح السياسة الخارجية للمنطقة على مدار عقود. إلا أن إرثه سيظل مستمراً من خلال إنجازاته التي ستظل محفورة في ذاكرة الأمة العربية.
وفي ختام البيان، دعا معالي أحمد بن محمد الجروان كافة المؤسسات العربية والدولية إلى استذكار الجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور نبيل العربي من أجل تعزيز الحوار والسلام في العالم، والعمل على تكريم ذكراه بما يليق بمكانته وإسهاماته الجليلة.