اختيار صادف أهله، بالإجماع تصويتا، تم اختيار مصر (قبل عام) فى روما، لاحتضان أكبر حدث طبى عالمى فى نوفمبر المقبل.
كان الاختيار يومئذ (١٤ سبتمبر ٢٠٢٣) حدثا عالميا طبيا مدويا، تداولته المراجع الطبية والعلمية حول العالم؛ لثقل المتنافسين على احتضان المؤتمر ٢٠٢٤.
القاهرة مؤهلة لاستضافة المؤتمر الدولى الخامس والثلاثين للكبد والأورام.. هكذا أجمع كبار الأطباء من ٧٠ دولة، ما يسمونه (الكونجرس العالمى) لجراحى الجهاز الهضمى والكبد.
حيثيات الاختيار مقدرة ومعتبرة، لمكانة مصر الدوليَّة والعلميَّة المرموقة واستقرارها السياسى والأمنى.
حدث طبى لو تعلمون عظيم، يحضره أكثر من ١٠٠ بروفيسور أجنبى من حول العالم، و١٢٥ أستاذا جامعيا من مختلف الجامعات والمعاهد المصرية، ووصل عدد المحاضرات والأبحاث المقررة لأكثر من ٢٥٠ محاضرة علمية فى أحدث الطرق العلاجية الجراحية على مدار ثلاثة أيام مقسمة إلى ٤٥ جلسة علمية.
وحتى ساعته لم يتوفر للمؤتمر التمويل الكافى، ولا الرعاية الحكومية المستوجبة، أخشى نصل إلى نوفمبر ولا نلبى شواغل القائمين عليه، يقلقهم نقص التمويل، ويورثهم حرجا، ولأنهم من شيوخ الأطباء يخجلون من الطلبات المتكررة للجهات المسؤولة، أو من مدّ أيديهم إلى رجال الأعمال، أو شركات الدواء لتوفير رعايات للمؤتمر.
رجال الأعمال لا يهتمون عادة بالمؤتمرات العلمية، يفضلون المؤتمرات العقارية والسياحية، وحتى شركات الأدوية تعانى اقتصاديا، ولها اشتراطات دعائية ربما يعجز عن تلبيتها المنظمون.
مثل هذه المؤتمرات الطبية مهمة ولها مكانتها الدولية المرموقة وتتنافس على استضافتها كبريات العواصم، فضلا عن كونها دعاية سياحية مجانية، خبراء من ١٠٠ دولة ببرنامج سياحى على هامش المؤتمر؛ نكسب كثيرا.
فضلا، تشكل المؤتمرات الطبية على هذا المستوى الرفيع، اعتراف عالمى من كبريات المدارس الطبية العالمية، بالمدرسة المصرية فى الطب (تحديدا جراحات الجهاز الهضمى والكبد)، ومنجزها اللافت.
المدرسة المصرية فى زراعات الكبد تحتل مرتبة متقدمة عالميا، وزاد من رفعة المدرسة منجزها الطبى العالمى فى السيطرة على فيروس C، وإعلان مصر خالية من الفيروس القاتل.
التقدير الطبى العالمى ترجم فى اختيار البروفيسور الدكتور «محمد عبد الوهاب» أستاذ جراحة الجهاز الهضمى والكبد بجامعة المنصورة، والمشرف على فريق زراعة الكبد بالجامعة من قبل ٢٠٠٠ خبير من ٧٠ دولة فى الجمعية العمومية فى روما، رئيسًا لمجلس إدارة الجمعية العالميَّة لجراحة الجهاز الهضمى للأورام لمدة عامين حتى ٢٠٢٥، كما تم منحه الزمالة الفخرية العالمية، لتميز جهوده وإنجازاته وأبحاثه العالمية فى هذا التخصص.
المطلوب من رعايات مالية ولوجستية كثير على المنظمين بإمكانياتهم المحدودة، وليس بكثير على إمكانيات الحكومة المصرية، لا نشق على الرئاسة بالرعاية، مطلوب تدخل رئاسى لإنقاذ الحدث الطبى الكبير، وليته يوجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولى ليمد يد الرعاية تمويلا، ويضع المؤتمر تحت رعايته الرئاسية، المؤتمر فيه منافع كثيرة.