متابعات هاني فريد
أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أن الأدوات الحالية غير فعالة أو كافية للتعامل مع التحديات المتلاحقة والمعقدة والمترابطة التي يواجهها المجتمع الدولي، مشددا على أن الحرب المستمرة في السودان والعدوان غير المسبوق على قطاع غزة من الأمثلة التي أظهرت عجز المجتمع الدولي أو عدم رغبته في التدخل.
وأكد الوزير الحاجة إلى إصلاحات عاجلة وعميقة لبنية السلم والأمن الدولية، بحيث تكون أكثر تمثيلاً وأفضل تكيفًا مع الواقع الحالي، وبالتالي أكثر تأثيرًا على حياة البشر.
وأضاف الوزير اليوم السبت في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “التيكاد”، المنعقد في طوكيو أن نجاح خطة التنفيذ الثانية العشرية لأجندة أفريقيا 2063 هو المفتاح لتحقيق السلام والإزدهار في أفريقيا، مضيفاً أن شراكات الاتحاد الأفريقي، بما في ذلك الشراكة مع مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية، هي أحد الأدوات الهامة لتحقيق هذه التطلعات.
وأكد عبد العاطي دعم مصر لأجندة إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات في أفريقيا، في ضوء رئاسة مصر للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الافريقي “النيباد”، معربا عن حرص مصر على تعزيز العلاقة الترابطية بين السلام والتنمية والتي تعد أفضل أداة لمنع الصراعات وبناء السلام واستدامته.
وأعلن وزير الخارجية أن الحكومة المصرية على وشك الإنتهاء من أول خطة عمل وطنية لها على الإطلاق لتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 حول تمكين النساء والفتيات من خلال تعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن، لتسريع التنمية وتعزيز السلام، وأن برنامج المرأة والسلام والأمن سيدرج في برنامج رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في أكتوبر المقبل.
وأشاد عبد العاطي بالدور المحوري الذي تلعبه اليابان في تعزيز العلاقة بين السلام والتنمية في أفريقيا، باعتبارها أحد أهم شركاء القارة، مشيرا إلى أهمية تبادل وجهات النظر ومناقشة سبل التعامل مع المخاطر والتهديدات الراهنة للسلم والأمن، ليس فقط في أفريقيا بل فى جميع أنحاء العالم.
وأعرب عن حرص مصر على العمل مع اليابان للبناء على النجاحات التي تحققت في السنوات الماضية، بما في ذلك إطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة الذي دعمته اليابان كشريك استراتيجي منذ إنشائه في عام 2019 أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وكذلك العمل على توفير الموارد اللازمة للمؤسسات الرئيسية، مثل مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد الصراع الذي أنشئ حديثاً، ومركز القاهرة الدولي لحل النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام، والتي تلعب أدواراً محورية في تعزيز المؤسسات الوطنية وبناء القدرات المحلية في مجال السلام والتنمية المستدامين.
وشارك الوزير كمتحدث رئيسي في الجلسة الثانية للاجتماع الوزاري للتيكاد والتي تنعقد تحت عنوان “السلم والاستقرار: ضمان كرامة الإنسان والأمن”.
وانعقد الاجتماع بمشاركة وزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي ووزيرة خارجية اليابان، وممثلو الأمم المتحدة ومفوضية الاتحاد الأفريقي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني اليابانية.
ويهدف الاجتماع إلى الإعداد لقمة التيكاد التاسعة المقرر عقدها في أغسطس المقبل في مدينة يوكوهاما اليابانية تحت عنوان “المشاركة في إيجاد حلول مبتكرة مع أفريقيا”.