متابعات هاني فريد
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الخميس، أن المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس ستواجه هذه الليلة الاختبار الأكبر في حياتها السياسية، وذلك عندما تلقي خطبتها في المؤتمر الوطني الديمقراطي بشيكاغو، في محاولة منها لإقناع الناخبين الأمريكيين بهزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر القادم ودعمها لدخول البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة -في تعليق أوردته اليوم- إن المرشحة الديمقراطية التي قلبت تقدم ترامب في استطلاعات الرأي تهدف إلى إقناع الناخبين بدعم رؤيتها للولايات المتحدة، إذ لا تزال حملتها التي يبلغ عمرها شهرا واحدا فقط تكتسب زخما، بعد قرار جو بايدن بالانسحاب من مسعي إعادة انتخابه في مواجهة أداء كارثي في المناظرة الرئاسية وأسئلة حول عمره وذكائه العقلي.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن هاريس ستقدم -في كلمتها المنتظرة أمام المؤتمر الديمقراطي مساء الخميس وللناخبين الأمريكيين الأوسع نطاقا الذين يشاهدون بالملايين على شاشات التليفزيون- عرضا مباشرا للناخبين لدعم رؤيتها للولايات المتحدة، حيث سعت حملة هاريس لإبداء وجهة نظر أكثر تفاؤلا وتركيزا على مستقبل البلاد من منافسها ترامب وربما أيضا من وجهة نظر الرئيس بايدن الذي استند في الكثير من خطاباته إلى تحذيرات قاتمة من التعاطف مع ترامب الاستبدادي.
وتوقعت “الجارديان” أن يتضمن خطاب هاريس عرضا لقصتها الشخصية كونها ستكون أول رئيسة وأول امرأة ملونة بسبب خلفيتها من جنوب آسيا، ومن المرجح أن يركز خطابها على عملها كمدعية عامة تدافع عن ضحايا الجريمة كما سيوضح تباينا حادا بين نظرتها الإيجابية لآفاق البلاد المستقبلية وتحذيرات ترامب القاتمة تماما بشأن حالة الأمة وتركيزه على الهجرة والجريمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدار ثلاثة أيام حتى الآن، أشاد متحدث بعد متحدث بهاريس باعتبارها عامل تغيير لن يهزم ترامب فحسب بل سيرفع البلاد إلى منزلة أعلى ويبشر بفصل جديد من الإمكانات ويسعى إلى إعادة السياسة الأمريكية إلى بعض مظاهر الحياة الطبيعية منذ ظهور ترامب على المسرح السياسي قبل ثمان سنوات.
وتعليقا على ذلك، قال ديفيد أكسلرود وهو أحد كبار مساعدي الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في مقابلة مع “الجارديان”: “لقد أثار التحول في استطلاعات الرأي إعجاب العديد من المراقبين ، لقد أمضت شهرا جيدا للغاية بسبب الطريقة التي قدمت بها نفسها، والطريقة التي وضعتها بها حملتها”.
ورأت الصحيفة البريطانية أنه من المؤكد أن هذا الأمر أزعج ترامب وحملته، مما جعله يتبنى سياسة الإهانة المباشرة لهاريس واختراع سلسلة من الألقاب لها في حين حاول تصويرها كمتطرفة يسارية والتشكيك في هويتها العرقية ، غير أن السخرية لم يكن لها تأثير يذكر بل وحتى أثارت انتقادات من بعض كبار الجمهوريين.
ولم يقلل ذلك من تقدمها بل تتفوق هاريس باستمرار على ترامب بثلاث أو أربع نقاط في استطلاعات الرأي الأخيرة، كما حسنت مكانتها في حفنة من الولايات الرئيسية التي تعتبر حاسمة للفوز، وفي حين أن المنافسة الانتخابية لا تزال متقاربة بشكل مستحيل، فقد وسعت ساحة المعركة مرة أخرى من ولايات ما يسمى ب”حزام الصدأ” وهي: ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا لتشمل مرة أخرى ولايات الحزام الشمسي مثل: نورث كارولينا وأريزونا وجورجيا.
وأوضحت الصحيفة أنه طوال المؤتمر حتى الآن، سعى المتحدثون الديمقراطيون لجعل ترامب يبدو صغيرا وضئيلا، لقد سعوا إلى إبقائه في موقف دفاعي وفي وضع رد الفعل، والرد على الهجمات وإبقائه خارج التوازن.