تحتل مصر دورًا محوريًا في المشهد الإقليمي الحالي، حيث تتقدم بخطى ثابتة نحو إحلال الاستقرار في منطقتين هامتين: السودان وسوريا. مع تصاعد التحديات والتعقيدات السياسية والأمنية، برزت جهود مصر كمحور رئيسي في المفاوضات الدولية، مؤكدًا التزامها الثابت بالمساهمة في حل الأزمات وتعزيز الأمن الإقليمي. في هذا التقرير، نستعرض تطورات الأوضاع في السودان وسوريا، مسلطين الضوء على الدور البارز لمصر في جهود التهدئة والتسوية، وكيفية تأثير هذه الجهود على استقرار المنطقة ومستقبله.
السودان:
تشارك مصر بفعالية في المفاوضات الجارية في جنيف، حيث تعمل قنوات الاتصال بين القاهرة والبرهان في الخرطوم على مدار الساعة. من الضروري التركيز على التوافق الكبير بين مصر والإمارات في مفاوضات جنيف الخاصة بالسودان، وكذلك على إجازة رئيس دولة الإمارات في العلمين.
نحن لا نهدف إلى تجميل الواقع. لقد أوضحنا أن الإمارات قد عملت ضد مصالح مصر في السودان من خلال تسليح حميدتي. مصر، في سياق أمنها القومي، لا تتسامح مع أي طرف، وضرب حميدتي وميليشياته ومصالح الإمارات ليس مقتصرًا على السودان فقط، بل يتعدى ذلك.
من الطبيعي ألا يستطيع أحد الوقوف في وجه مصر في مجالها الرئيسي في إفريقيا. البديل المتاح هو توفيق المصالح بما لا يتعارض مع مصالح مصر وأمنها القومي، وهذا ما يحدث منذ فترة. نعيد التأكيد على أن كل شيء سيعود لصالح مصر.
بالتالي، يتم حاليًا تجهيز محافظات وممرات آمنة وآليات لدخول المساعدات الدولية إلى كل أنحاء السودان.
الضغط الغربي:
لماذا يضغط الغرب بهذا الشكل؟ ولماذا تحول موقفه من السلبية إلى السعي الجاد للتهدئة؟ أوضحت مصر أنها تتعامل بحزم مع عصابات تهريب السودانيين عبر الحدود، وبدأت ملاحقات هائلة وترحيلات داخل مصر.
وبالتالي، سيتجه عشرات الآلاف تلقائيًا إلى تشاد ثم ليبيا وتونس، ثم عبر المراكب إلى أوروبا، مما يؤدي إلى زيادة الهجرة غير الشرعية السودانية إلى أوروبا. وبذلك، فشل المخطط الذي كان يستهدف إدخال 10 ملايين سوداني لتدمير مصر، وأصبح توجههم نحو أوروبا.
حاليًا، من المتوقع أن تهدأ التصريحات من جماعات حقوق الإنسان وغيرها حول مصر، وسنواصل جهودنا لمغادرة ملايين المقيمين الأجانب، بينما سيعود السودانيون بأمان وسلام إلى بلدهم، خاصةً مع إعلان المنظمات الأممية عن وجود مناطق آمنة.
سوريا:
أشرنا منذ عدة أشهر إلى جهود تجهيز عودة السوريين من جميع أنحاء العالم إلى سوريا، والدور الكبير الذي تلعبه مصر في هذا السياق. نعلم جميعًا أن هناك تنسيقًا لزيارة الرئيس السيسي إلى تركيا، وأن وزير خارجية تركيا كان قد زار مصر.
تتصدر الأخبار الآن المصالحة التركية السورية، حيث تفتح المعابر والتجارة بين محافظات سوريا التابعة للنظام والمحافظتين التابعتين للمعارضة وتحت النفوذ التركي. كما فعل أردوغان بدقة مع إخوان مصر، حيث باعهم بعد انتهاء مهمتهم وضغطت مصر، جمع أيضًا قيادات المعارضة السورية في تركيا وأعلن أنهم مجبرون على تقديم تنازلات والتصالح مع السلطة الشرعية بشار الأسد.
علاوة على ذلك، جهزت روسيا قاعدتين عسكريتين في المحافظتين التابعتين للمعارضة وتحت النفوذ التركي، وتم الاتفاق مع تركيا على أن يكون الجيش السوري الشرعي جاهزًا للانتشار في تلك القواعد.
أعلن أردوغان عن قرب لقائه بالرئيس الأسد بعد حل كافة الخلافات، وأعلن أيضًا عن قرب فتح ممرات آمنة لعودة كافة السوريين الموجودين في تركيا وأوروبا والدول العربية.
بكل المقاييس العالمية، نجد أن مؤشرات مصر إيجابية، والمستقبل يبدو أكثر إشراقًا. أصدقاؤنا الأعزاء، يجب أن ننظر إلى الأخبار من زاوية أخرى تمامًا غير تلك التي تطرحها وسائل الإعلام، فالحقائق مختلفة تمامًا عن الطرح المقدم.
اطمئنوا، كل أمور مصر إيجابية بل رائعة بإذن الله، ونسير بسرعة نحو استكمال التنمية التي تقودها الصناعة والزراعة والمدن الجديدة.