أولاً وثانيًا… وأخيرًا، فقط تابعوا شريط الأخبار لمدة خمس دقائق فقط للوقوف على آخر الأخبار، وليس متابعة مستمرة طويلة تتشبعون فيها بالطاقة السلبية من أخبار مسمومة ومحبطة.
مثل توترات متى تشتعل المنطقة، ومتى تضرب إيران وحزب الله، وحديث مشؤوم ومسموم وموجه قبيل زيارة بلينكن، التي كانت تشير إلى اقتراب التهدئة والثقة التامة في نجاحها.
على مدار أسبوع، شهدنا قمة الكذب والحرب النفسية المسمومة بتصريحات يخرج فيها بايدن (رئيس أمريكا شخصيًا) ثلاث مرات ليؤكد وصول المفاوضات إلى مراحلها النهائية ونجاحها، وقرب وقف حرب غزة.
ثم جاء المتحدثون باسم الخارجية الأمريكية، والبيت الأبيض، والبنتاغون، ثم نتنياهو نفسه ليعلنوا 16 مرة متتالية الموافقة على المقترح الأمريكي، وقرب انتهاء حرب غزة، بل وخرج وزير الدفاع الإسرائيلي ومتحدث الجيش الإسرائيلي ليعلنا انتهاء العمليات العسكرية في غزة بشكل كامل.
لقد ذكرنا في تقاريرنا السابقة أن كل هذا عارٍ تمامًا من الصحة، وينافي العقل والمنطق والواقع.
وكل هذا في انتظار زيارة بلينكن لإعلان الهدنة، وهي الزيارة (العاشرة له منذ بداية حرب غزة).
ثم تهوى أحلام الجميع عندما تنتهي الزيارة بفشل ذريع، ويواصل الجيش الإسرائيلي تكثيف الإبادة والقتل والتنكيل والتصعيد في غزة والضفة ولبنان، مع تصدر أبواق العملاء والخونة في محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وتصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل الذي ينذر بحرب شاملة.
(كل هذا يترك أثرًا عظيمًا في نفس كل منا، مما يؤدي إلى إحباط ويأس وانعدام الأمل).
وهذه هي النتيجة الأهم للحروب النفسية، هزيمة الشعوب من الداخل وانهيارها نفسيًا بعد تملك الإحباط واليأس.
والحقيقة بوضوح هي عكس ذلك تمامًا. مصر رفضت كل تعديلات أمريكا ونتنياهو على الاتفاق القديم المقدم لحماس بواسطة مصر بتاريخ 2 يوليو السابق.
وبالفعل، أمريكا وإسرائيل وأجهزة استخباراتهم أخذوا الأمر بجدية، ومصر أصرت على شروط محور فيلادلفيا ومعبر رفح، والانسحاب الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، وعودة الفلسطينيين إلى منازلهم وأراضيهم داخل قطاع غزة دون قيد أو شرط.