قالت الدكتورة اللبنانية ليلي تكلا إن المشهد السياسي في الشرق الأوسط يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وهناك العديد من السيناريوهات المحتملة التي قد ترسم مستقبل المنطقة. في هذا السياق، أشارت تكلا إلى أن هناك ثمانية سيناريوهات رئيسية قد تحدث نتيجة للتطورات الراهنة، وكل منها يحمل في طياته تبعات خطيرة.
السيناريو الأول: التدخل الأمريكي الشامل
قالت تكلا إن أحد السيناريوهات المحتملة هو دخول الولايات المتحدة بثقلها العسكري في أي حرب كبرى قد تندلع في المنطقة. هذا السيناريو يشمل تدخلًا مباشرًا وشاملًا للقوات الأمريكية، والذي قد يكون له تأثيرات واسعة على التوازنات الإقليمية. في هذا السيناريو، ستجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة لتوسيع تدخلها لحماية مصالحها وحلفائها، مما قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق.
السيناريو الثاني: الاستفادة الصينية والروسية
أشارت تكلا إلى أنه في حالة نشوب صراع كبير في الشرق الأوسط، من المرجح أن تظل الصين وروسيا على الهامش، تراقبان الأحداث دون التورط المباشر. وأكدت أن هذين البلدين قد يسعيان إلى الاستفادة من التورط الأمريكي في المنطقة لتحقيق مكاسب استراتيجية في أماكن أخرى من العالم، خصوصاً في ظل انشغال واشنطن بالصراع. هذا السيناريو قد يؤدي إلى تراجع النفوذ الأمريكي على المستوى العالمي لصالح هذه القوى الصاعدة.
السيناريو الثالث: الدعم الغربي لإسرائيل
أكدت تكلا أن إسرائيل، رغم التحديات التي تواجهها، لن تُترك بمفردها في ساحة المعركة. السيناريو هنا يشمل دعمًا غربيًا كاملاً ومكثفًا لإسرائيل، حيث ستقوم الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، بتقديم كل ما يلزم للدفاع عن إسرائيل. في هذا السيناريو، يمكن أن نشهد تعزيزًا للعلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والدول الغربية، مما قد يزيد من عزلة بعض الدول العربية ويعمق الفجوة في المنطقة.
السيناريو الرابع: صراع غير متكافئ
أوضحت تكلا أن سيناريو اندلاع صراع غير متكافئ بين “المحور” الذي يتحدى الغرب وحلف الناتو هو احتمال قائم، ولكن هذا السيناريو سيكشف الفجوة الكبيرة بين قدرات الطرفين. في هذا السيناريو، سيكون من الواضح أن “المحور” غير قادر على مواجهة حلف الناتو، مما قد يؤدي إلى هزيمة ساحقة له أو استنزافه دون تحقيق أهدافه.
السيناريو الخامس: الكلفة البشرية الهائلة
نبهت تكلا إلى سيناريو مرعب قد يشهد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، خاصة في دول مثل لبنان وفلسطين. في هذا السيناريو، ستكون الشعوب هي من يدفع الثمن الأكبر نتيجة للصراع، حيث يمكن أن تشهد المنطقة موجة من الدمار والتهجير، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويزيد من حدة الأزمات الإنسانية.
السيناريو السادس: التنظير من بعيد
قالت تكلا إن هناك سيناريو يتمثل في تصاعد الدعوات للحرب من قبل أولئك الذين لا يشاركون فعلياً في القتال. في هذا السيناريو، يمكن أن نشهد تفاقمًا للخطاب المتطرف والدعوات المتزايدة للصراع من قبل قادة ومنظّرين يراقبون الأحداث من بعيد دون أن يتعرضوا لأي خطر حقيقي. هذا السيناريو قد يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب والانقسام في المجتمعات.
السيناريو السابع: التحميل الكامل للمسؤولية
أشارت تكلا إلى سيناريو يمكن أن يحدث في حالة الهزيمة أو الفشل، حيث سيتم تحميل المسؤولين عن القرارات الاستراتيجية كافة المسؤولية عن الخسائر البشرية والدمار. في هذا السيناريو، يمكن أن يؤدي الصراع إلى تفكك التحالفات وانهيار بعض الأنظمة السياسية في المنطقة نتيجة لتحميلها المسؤولية عن نتائج الحرب.
السيناريو الثامن: الحرب الطويلة الأمد
اختتمت تكلا حديثها بالتحذير من سيناريو الحرب الطويلة الأمد، حيث أكدت أن هذا السيناريو لن يكون في صالح أي من الأطراف. في هذا السيناريو، ستجد الدول المتورطة نفسها غارقة في صراع طويل يستهلك مواردها ويستنزف قواها. وأشارت إلى مقولة صن تزو: “لا توجد حالة واحدة لأمة استفادت من حرب طويلة الأمد”، محذرة من أن الانخراط في صراع كهذا قد يؤدي إلى كارثة استراتيجية قد تستمر آثارها لعقود.
بهذه السيناريوهات، تقدم تكلا رؤية متعمقة لمستقبل المنطقة وتدعو الجميع للتفكير بعناية قبل اتخاذ أي خطوات تصعيدية قد تكون عواقبها كارثية على الجميع.