نشرت جريدة التايمز تقريرًا تناول التحديات التي تواجه أوكرانيا بعد غزو كورسك. وطرح التقرير تساؤلات حول الخطوات المقبلة التي قد تتخذها كييف في ظل الوضع الراهن.
وأشار تقرير التايمز إلى أن القوات الأوكرانية فاجأت روسيا بتقدمها الجريء في غرب روسيا، ولكن الآن تواجه كييف قرارات تكتيكية صعبة بشأن متى وكيف تنسحب من الأراضي التي سيطرت عليها.
نوه تقرير التايمز بأن أوكرانيا، وبعد ما يقرب من أسبوعين من بدء هذا الغزو، تجد نفسها في معضلة تكتيكية تتمثل في البقاء لفترة أطول في الأراضي الروسية التي تم السيطرة عليها، أو الانسحاب في الوقت المناسب وبشكل آمن مع الحفاظ على الميزة الاستراتيجية.
وأوضح التقرير أن عبور الحدود ومفاجأة الكرملين كانا بمثابة نجاح مبدئي للقوات الأوكرانية، حيث واجهت تلك القوات مقاومة ضعيفة من قبل قوات حراسة الحدود الروسية. ولكن مع تنامي الوعي الروسي والاستعداد الكامل، يصبح من الصعب على الجنود الأوكرانيين ومعداتهم الثقيلة العودة عبر الحدود بسهولة.
كما ذكرت التايمز أن كييف أعلنت عدم نيتها في احتلال الأراضي الروسية بشكل دائم، بل تهدف إلى استخدام هذا التقدم كوسيلة للضغط على موسكو للتفاوض. ومع ذلك، إذا لم يتجاوب الرئيس الروسي بوتن مع هذه الضغوط، قد تجد أوكرانيا نفسها مضطرة للبقاء في كورسك والتقدم نحو مزيد من الأراضي الروسية.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن القوات الروسية واصلت تقدمها في شرق أوكرانيا، مما يهدد بمزيد من التصعيد في الصراع الدائر، خاصة في منطقة بوكروفسك الاستراتيجية داخل إقليم دونيتسك. هذا يضع كييف أمام خيار صعب بين الاحتفاظ بمواقعها في كورسك أو الانسحاب لحماية أراضيها في الشرق.
وحذر التقرير من أن أوكرانيا قد تجد نفسها في موقف مشابه لما حدث للقوات العراقية في حرب الخليج عندما انسحبت بشكل فوضوي من مدينة الكويت وتعرضت لخسائر فادحة. لذا يجب على كييف أن تخطط لانسحاب استراتيجي إذا قررت الخروج من كورسك.
أكد تقرير التايمز أن القوات الأوكرانية تتمتع بمزايا تكتيكية تساعدها على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، منها القوة النارية المتاحة، والطبيعة الجغرافية المليئة بالغابات التي توفر الغطاء، إضافة إلى أسرى الجنود الروس الذين يمكن استخدامهم كورقة ضغط في التفاوض.