مشهد السيدة نفيسة أو مسجد السيدة نفيسة يقع فى حى السيدة نفيسة (درب السباع)، جزء من مقبرة تاريخية أكبر تسمى القرافة (مدينة الموتى)، بُنى المسجد لإحياء ذكرى السيدة نفيسة، ويقع ضريحها داخل المسجد.
الرواية المعتمدة تقول إنه بعد وفاة السيدة «نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب»، أراد زوجها أن يحملها إلى «المدينة المنورة» كى يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك، فهرعوا إلى الوالى «عبدالله بن السرى بن الحكم»، (أمير مصر ٢٠٦/ ٢١١ هـ)، واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد، فأبَى، فجمعوا له مالًا وفيرًا، وسألوه أن يدفنها عندهم، فأبَى أيضًا، فباتوا منه فى ألم عظيم.
عند الصباح، وفى اليوم التالى وجدوه مستجيبًا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول، صلى الله عليه وسلم، وهو يقول لى: رد عليهم أموالهم، وادفنها عندهم.
يظل جامع «عمر مكرم» فى ميدان التحرير المحل المختار لسرادقات العزاء فى مصر، يُقال مَن لم يُكتب نعيه فى صحيفة «الأهرام» كمَن لم يُقم عزاؤه فى مسجد «عمر مكرم»، يموت منسِيًّا.
لا ينافس مسجد «عمر مكرم» فى احتضان العزاء حديثًا سوى مسجد «المشير» بالتجمع الخامس، والأخير يجتذب العزاءات الرسمية، مؤهل لاستقبال الرسميين، بعيدًا عن زحام وسط البلد.
وثالثهما مسجد «السيدة نفيسة»، رضى الله عنها، ويستقبل عادة الجنازات، تخصص جنازات، تقصده الجنازات، نزوع شعبى غريزى لصلاة الجنازة فى رحاب نفيسة العلوم.
الطيبون يفضلونه لجنازاتهم عما سواه، تخرج من المسجد عشرات الجنازات يوميًّا على مواقيت الصلاة، ظهرًا عصرًا مغربًا وحتى عشاءً، وتزيد كثافة الجنازات مع صلاة الجمعة، جمع غفير يصلى ويدعو للفقيد.
جنازات مسجد السيدة نفيسة ظاهرة لا تخطئها عين، لماذا يفضلونه عن غيره، لماذا يتمنون جنازة تخرج من رحابه؟!.
البعض ممن يحسون بقرب الأجل يوصون بجنازة تخرج من رحاب السيدة نفيسة، والأهل عادة ما يفضلون التشييع من المسجد الذى يحمل اسمها المبارك، تبركًا.
سر هذا المسجد فى الراحة النفسية التى تنبعث من أعطافه، سكينة وهدوء، وطاقة إيجابية، تدخل مكروبًا، تسكب بعض متاعبك النفسية، تدعو، تشكو، تطلب المدد، تخرج بشوشًا، راحة يستشعرها مَن يدخل من أول خطوة، تستقبله ريح طيبة.
أعرف أحِبّة يزورون المسجد أسبوعيًّا، ويمضون وقتًا مستقطعًا من الحياة فى الذكر والحمد والتسبيح، يسمونهم «محاسيب السيدة نفيسة»، يحسبون أنفسهم عليها، ويتوسلون ببركتها، واتفقت آراء أئمة المذاهب الفقهية على مشروعية التوسل بالأنبياء والصحابة والصالحين، وعَدُّوه من المستحبات الشرعية، ونصوا على ذلك فى كتبهم، وثبت عنهم أنهم توسلوا بالأنبياء والصحابة والصالحين.
مسجد السيدة نفيسة حالة جنائزية شعبية خاصة، مستوجب تهيئة الساحة حوله لاستقبال حشود المُعزِّين، ولطالما اعتمده الطيبون لصلاة جنازاتهم، أَوْلَى بمحافظة القاهرة تطوير الميدان، وتخصيص ساحة لركن السيارات، سيارات الموتى والمُعزِّين، لو زار المحافظ، الدكتور إبراهيم صابر، المسجد، وصلى الجمعة فى السيدة نفيسة لهاله المشهد، لا يرتقى أبدًا لمقام صاحبة المقام، زحام رهيب، يؤمه المتسولون، يؤذى مشاعر المُشيِّعين ويخنقهم.. وهُم فى حالة حزن.