يدونها صموئيل العشاي:
في قلب الصحراء السيناوية، حيث تمتد الرمال الذهبية وتتحطم أشعة الشمس على قمم الجبال، كانت تسير امرأة بدوية فائقة الجمال. لم تكن هذه المرأة كسائر النساء، بل كانت تشع هالة من الغموض والقوة. كانت ترتدي عباءة سوداء من الحرير الطبيعي، تسير بخطى واثقة بين قطيع من الغنم لا يتجاوز عدده العشرة. لكن هذا المشهد الهادئ كان يخفي وراءه حقيقة أكثر تعقيدًا وأهمية.
البداية: ضابط المخابرات الشاب
في ذلك اليوم، كانت الشمس تتوسط السماء حينما كان ضابط المخابرات الشاب يراقب الطريق. كان يعرف أن سيناء لم تكن مجرد أرض، بل كانت نقطة محورية في تاريخ مصر، مسرحًا لمعركة ملحمية ضد الإرهاب، ومعقلًا للأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية. كان هذا الضابط يعيش في عالم من الشكوك واليقظة، يشك في كل شيء حوله، حتى في نفسه.
لم تمر المرأة البدويه على أنظاره دون أن تثير شكوكه. كان يعرف أن هناك شيئًا غير طبيعي في هذه المرأة؛ فحركاتها، وقوامها المتناسق، والطريقة التي كانت تنظر بها إلى الطريق، كلها أمور أثارت ريبته. بفضوله المهني وتدريبه المكثف، اقترب منها وبدأ حديثًا غير رسمي، مستخدمًا اللهجة البدوية التي يجيدها.
اللقاء: الحقيقة تتكشف
بينما كانت المرأة تتحدث بحرية غير معهودة عن الحب والغرام، لاحظ الضابط شيئًا غير طبيعي. كانت المرأة تبدو كأنها تخفي شيئًا تحت عباءتها، شيء ما يثير القلق. وبكل حذر، بدأ يتحدث معها عن أمور تخص الدين والوطن، وعن الصعوبات التي يواجهها الجيش في محاربة الإرهاب.
هنا، بدأت المرأة تفتح قلبها للضابط. ادعت أنها فقدت الأمل في الحياة بعد أن فقدت عائلتها في هجوم إرهابي، وأنها تبحث عن طريقة للهروب من هذا العالم القاسي. حينما أدرك الضابط أن الحديث يتجاوز حدود المألوف، قرر أن يخبرها بأنه يريد الانضمام إلى الجماعات الإرهابية وأنه يبحث عن شخص يرشده.
لكن المرأة بدأت تظهر جانبًا آخر من شخصيتها. حاولت إغراءه بالمال والزواج السريع، زاعمة أنها مستعدة للقيام بأي شيء مقابل الهروب من هذا الواقع. ادعت أنها أجرت عملية جراحية واستأصلت رحمها، ما جعل الضابط يزداد شكًا ويقترب منها أكثر.
الكشف: لحظة الحقيقة
في لحظة توتر، أمسك الضابط بتلابيبها بقوة، محاولاً كشف ما تخفيه تحت عباءتها. كانت المفاجأة الكبرى عندما اكتشف أن هذه المرأة الجميلة لم تكن امرأة على الإطلاق، بل كانت رجلاً متخفياً، يحمل أسلحة ومتفجرات تحت ملابسه.
كان هذا الرجل أحد العناصر الإرهابية البارزة، وكان قد تسلل إلى سيناء لتنفيذ عملية كبرى ضد الجيش المصري. لكن بفضل حنكة الضابط ويقظته، تم الكشف عن هذا المخطط وتم إحباطه قبل أن يتحول إلى كارثة.
الختام: انتصار مصر
بعد أن تم إلقاء القبض على الرجل المتنكر، تم نقله إلى مركز العمليات للتحقيق معه. كانت تلك اللحظة هي تتويج لعمل طويل وشاق قام به الضابط الشاب وجهاز المخابرات المصري بأكمله. لقد تمكنوا من حماية مصر من كارثة كانت على وشك الحدوث.
سيناء لم تكن يوما فى عقل ضابط المخابرات الشاب مجرد قطعة من الأرض، بل كانت رمزًا للصمود والتضحية. معقلًا للأبطال الذين يحمون الوطن بأرواحهم، ويعملون دون كلل أو ملل لضمان أمن مصر واستقرارها.
وفي النهاية، وقف الضابط الشاب تحت سماء سيناء الصافية، وهو يستشعر الفخر. وأمامه اجتمع طابور الهتاف المسائي فى الكمين، وقف ليهتف بأعلى صوته: “تحيا مصر”، هذا الهتاف الذي يتردد صداه في أرجاء الصحراء، ليؤكد أن مصر كانت وستظل دائمًا قادرة على الانتصار في وجه كل من يحاول النيل منها.