سعاد حسني، واحدة من أبرز نجمات الشاشة المصرية، تروي حكاية مؤلمة عن حياتها في سنواتها الأخيرة، التي لم تكن سهلة عليها. تقول سعاد: “صحيت من النوم لقيت واحدة معرفهاش، مش أنا، دي حتى مش شبهي… واحدة كبيرة مريضة مش قادرة تتحرك ولا قادرة تواجه الناس.”
في لحظة صريحة، تُفصح سندريلا الشاشة عن صراعها مع الوحدة والمرض، وعن الشعور بالعزلة الذي ألقى بظلاله على حياتها. “الناس!!.. هما مين الناس؟.. حتى الناس معرفوهاش”، تسأل سعاد، مشيرة إلى البُعد الذي شعرت به عن العالم الذي كان يوماً ما يحتفي بها.
تتحدث سعاد عن ألمها الداخلي بقولها: “كل إللي كان بيقولي أنت لسه حلوة أو زي القمر كان بيدبحني أكثر من إللي بيقولي الحقيقة”. تُظهر هذه الكلمات كيف أن كلمات الإطراء الفارغة كانت تزيد من جرحها، في الوقت الذي كانت فيه تواجه حقيقة مرضها وتغيراتها الجسدية.
وتواصل سعاد حديثها قائلة: “أنا يا دكتور في جسم واحدة معرفهاش ومبحبهاش.. أكيد الست إللي أنا في جسمها دي متعرفش زوزو ولا حتى تعرف سعاد”. تتحدث هنا عن الانفصال بين هويتها السابقة كأيقونة للجمال والشباب، وبين الواقع الجديد الذي وجدت نفسها فيه.
ولم تكن الوحدة مجرد شعور، بل كانت واقعا ملموسا، حيث لم يعد أحد يتصل بها أو يسأل عنها، كما تعبر عن ذلك بقولها: “لا وكمان محدش حتى فكر يرفع سماعة التليفون يقولي أزيك؟ أجيلك؟ محتاجة حاجة؟”. هذا الإحساس بالإهمال زاد من حزنها، وأدى إلى شعورها بالخيانة من قبل الأصدقاء الذين تخلوا عنها في أوقات الشدة.
“مفيش حد باقي لحد… حتى خيالك بيتخلى عنك في الضلمة”، تقول سعاد، معبرة عن عمق ألمها وعن كيف أن الوحدة قد تسللت حتى إلى أفكارها وخيالها.
حكاية سعاد حسني ليست فقط قصة نجم يعاني، بل هي تذكير لنا جميعاً بأهمية الدعم والتواصل في حياة الإنسان، وخاصة في أوقات الضعف والمرض. تظل سعاد حسني رمزاً للجمال والموهبة، ولكن قصتها تفتح باباً للنظر في الجانب الآخر من حياة النجوم الذي غالباً ما يظل مخفياً عن الأنظار.