في مقال نُشر بجريدة “المصري اليوم”، شنّ الكاتب الصحفي حمدي رزق هجومًا لاذعًا على وزير التربية والتعليم، الدكتور عبداللطيف، منتقدًا بشدة خطته لتخفيف الأحمال الدراسية في الثانوية العامة. أكد رزق أن هذه الخطة، التي تقوم على تقليص عدد المقررات إلى خمس مواد تحتسب في المجموع النهائي للطلاب، مستوحاة من النظام الأمريكي المطبق في بعض المدارس الخاصة، وهي محاولة لتحقيق نتائج سريعة لكنها غير مضمونة.
أعرب رزق عن قلقه من أن هذه الخطة قد تُقابل برفض طبيعي من المجتمع، مشيرًا إلى أن المجتمعات عادة ما تقاوم التغيير. ولكنه أكد أن قبول الخطة دون مراجعة دقيقة وتدقيق من قبل الخبراء يعد خطوة غير سليمة، داعيًا إلى ضرورة إجراء حوار مجتمعي واسع وعقد مؤتمر علمي يشمل خبراء التعليم لدراسة الخطة وتقديم توصيات قد تحسن من تطبيقها وتجنب الأخطاء المحتملة.
وفي سياق انتقاداته، أشار رزق إلى أن المناهج الأمريكية التي يبدو أنها تسيطر على ذهنية الوزير عبداللطيف تركز بشكل أساسي على الفهم والتطبيق بدلاً من الحفظ، وهو ما يتطلب أنشطة تعليمية ميدانية وقياس قدرات وانتقاء للمواهب، بالإضافة إلى الاستثمار في الكوادر البشرية. وهنا طرح رزق مجموعة من التساؤلات المهمة: “هل هذه الفكرة قابلة للتطبيق في مصر؟ هل يتوفر المعلمون المؤهلون لهذه الرؤية؟ وهل المدارس والطلاب وأولياء الأمور مستعدون لهذا التغيير الجذري؟”.
وتساءل رزق أيضًا عن مدى جاهزية البنية التحتية للمدارس المصرية لاستقبال هذه التغييرات، وعن مستوى استعداد الطلاب وأولياء أمورهم لفهم واستيعاب أهداف هذه الخطة. وأشار إلى أن المعلمين قد يكونون في حالة من الترقب والخوف من تأثيرات هذه الخطة على مصادر دخلهم، خصوصًا فيما يتعلق بالدروس الخصوصية.
كما حذر رزق من عواقب تجاهل إشراك الخبراء والمدرسين وأولياء الأمور في عملية تنفيذ الخطة، معتبرًا أن تحييد هذه الأطراف سيؤدي إلى بيئة تعليمية غير صحية، وقد يتسبب في إحباط مماثل لما حدث مع مشروع الدكتور طارق شوقي. وأضاف أن الفوقية في التعامل مع العملية التعليمية لن تؤدي إلى النتائج المرجوة، مشيرًا إلى ضرورة تفادي تكرار الأخطاء السابقة.
وفي نهاية مقاله، وجّه رزق مجموعة من الأسئلة المباشرة إلى الوزير عبداللطيف، طالبًا منه توضيح الأهداف الحقيقية للخطة التعليمية: “هل تهدف الخطة فقط إلى تخفيف الأحمال الدراسية، أم أنها جزء من رؤية أكبر تتماشى مع مسارات التنمية المستقبلية في مصر؟ وما هي الخطوط العريضة التي ستقود نظام التعليم الجديد للوصول إلى أهدافه؟ وأخيرًا، لماذا يتم تفضيل النظام الأمريكي على غيره من الأنظمة التعليمية؟”.
هذه الأسئلة والتساؤلات المثارة تفتح الباب أمام نقاش مجتمعي واسع حول مستقبل التعليم في مصر، وتضع الوزير عبداللطيف أمام تحدٍ كبير لتوضيح رؤيته وأهدافه بشكل أكثر شفافية ووضوحًا للمجتمع المصري.