في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ سيناء، بدأت معالم “النهر الصناعي” الذي يجري تنفيذه شمال ووسط سيناء في الظهور عبر الأقمار الصناعية، ليشير إلى بداية تحول كبير في هذه المنطقة الاستراتيجية.
يضم هذا النهر مسارين رئيسيين لنقل المياه المُعالجة من محطة “بحر البقر”، والتي تعتبر واحدة من أكبر محطات معالجة المياه في العالم. تتدفق هذه المياه عبر ترعة الشيخ جابر إلى مناطق متفرقة في سيناء، وذلك في إطار الاستعدادات لزراعتها لأول مرة. يعتبر هذا المشروع جزءاً من جهود الدولة المصرية لتوسيع الرقعة الزراعية في البلاد وتعزيز الأمن الغذائي.
يمتد النهر الصناعي بطول يصل إلى 108 كيلومترات، ويتضمن إنشاء 18 محطة رفع عملاقة، وهو ما يُعتبر إنجازاً هندسياً سيساهم في زراعة نحو نصف مليون فدان. يتم تنفيذ المشروع بواسطة جهاز “مستقبل مصر” التابع للجيش المصري، في إطار خطط التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة.
ينقسم النهر إلى مسارين رئيسيين؛ الأول يمتد بطول 80 كيلومترًا ويتألف من مواسير GRP القوية التي تمتد من جنوب ترعة الشيخ جابر وتتشعب بعد ذلك لتصل إلى مناطق جنوب بئر العبد والقنطرة شرق وشرق البحيرات، وصولاً إلى الجفجافة بوسط سيناء. بينما يتكون المسار الثاني من مجرى مكشوف يمتد من جنوب قاطية إلى جنوب الشوحط، مما يتيح توزيع المياه بشكل أوسع على المناطق المحيطة.
وفي إطار هذا المشروع الضخم، يجري إنشاء شبكة طرق متكاملة بطول إجمالي يصل إلى 2100 كيلومتر، تشمل ثلاثة طرق رئيسية بطول 310 كيلومترات وشبكة طرق دائرية بطول 300 كيلومتر. تهدف هذه الشبكة إلى تسهيل حركة التنقل ونقل المواد والمعدات اللازمة لتنفيذ المشروع وللاستفادة من الأراضي الجديدة.
هذا المشروع الطموح يأتي ضمن رؤية القيادة السياسية المصرية لتحقيق هدف استصلاح وزراعة 4 ملايين فدان بحلول عام 2027، وهو ما يعزز من مكانة مصر كدولة زراعية رئيسية ويؤمن مستقبلها الغذائي.