دك الكاتب الصحفي مصطفى بكري حصون حركة حماس بعد هجوم موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب التنفيذي لحركة حماس، على مصر في مداخلة مع تلفزيون العربي، وفتح جبهة جديدة واختلاق أزمة مع مصر، في وقت نحتاج فيه إلى تكاتف الجهود لمواجهة العدو الصهيوني.
وأضاف بكري أنه أجري أمس مداخلة هاتفية مع تلفزيون العربي في لندن، وجه فيها لمصر اتهامات يعرف أنها بريئة منها، وهو نفسه الذي قال ذلك في مداخلة هاتفية مع الزميل عمرو أديب على قناة MBC مصر.
ونقل بكري عن أبو مرزوق قوله: “إن مصر لا يمكن أن تعتبر نفسها وسيطاً محايداً، وألا تقف بجانب الفلسطينيين. أن مصر هي التي تخلت عن غزة، وهي من وقعت كامب ديفيد، وهي من جعلت فيلادلفيا محوراً بين الفلسطينيين والمصريين، والآن سمحت للإسرائيليين بالتواجد فيه”.
وهاجم أبو مرزوق مصر بقوله: “مصر تقف عاجزة عن إيصال الغذاء والدواء وعليها أن تقوم بواجباتها. إن مصر تستطيع وقف المجازر في غزة في يوم واحد.”
وذكر بكري أبو مرزوق بتصريحاته لبرنامج “الحكاية” مع عمرو أديب في 6 مايو الماضي، عندما قال: “الرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل مجهوداً كبيراً من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والرئيس السيسي عينه على فلسطين وعلى أطفالنا ونساءنا، والجانب المصري يعمل ليل نهار، ونحن نشكرهم. سنهدي النصر إلى الرئيس السيسي والزعماء العرب.”
وتساءل بكري: “ألا ترى أن هناك تناقضاً فجا بين تصريحاتك لتلفزيون العربي وتلفزيون MBC مصر؟ أنت تدرك أن مصر لم تتخل ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية. لا أريد أن أعدد المواقف، فالكل يعرف دور مصر ومواقفها من القضية الفلسطينية، ولكن يكفي القول ما أكده الرئيس السيسي أكثر من مرة من أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر، ولن تقبل أبداً بمخطط التهجير مهما كانت المبررات لأن ذلك يعني نهاية القضية.”
وأكد بكري أن القيادة المصرية والشعب المصري لم يتوقفوا عن دعم القضية رغم كل الضغوط التي مورست ولا تزال تمارس على مصر. لقد أشاد بهذا الموقف الشهيد إسماعيل هنية والسيد خالد مشعل، فماذا جرى، ولماذا انقلبت على موقفك السابق؟ أعرف أنك لن تجيب، لكن دعني أقول لك: لقد حدث هذا الانقلاب في موقفك بعد أن بدأت مصر التنسيق مع السلطة الفلسطينية الشرعية ممثلة في الرئيس محمود عباس لاستلام الجانب الفلسطيني من معبر رفح حتى تتمكن من إدخال المساعدات.
وهاجم بكري أبو مرزوق قائلاً: “هنا ثارت ثورتك ورأيت أن ذلك فيه إبعاد لحماس عن الإشراف على إدخال المساعدات، متجاهلاً أن أهلنا في غزة يتضورون جوعاً، ويهمهم إدخال الغذاء والدواء عبر أي طرف فلسطيني كان. مصر لا تتآمر ضد أحد يا سيد مرزوق، ورفضت التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات عبر معبر رفح، ووجدت أن الحل في إدخال المساعدات يمكن أن يتم من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية.”
وتساءل بكري: “لماذا تغضب من سعي مصر لإدخال المساعدات عبر السلطة الفلسطينية، الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؟ ولماذا تتعمد خلط الأوراق، والتناقض مع تصريحات سابقة لك؟ يا سيد مرزوق، هناك شعب يباد، ومؤامرة تنفذ لتهجيره من أرضه، مصر نسيت كل جراحها وارتفعت بمواقفها عند مستوى المسؤولية، ووضعت القضية فوق الأشخاص رغم المواقف والجرائم التي ارتكبت في أوقات سابقة. الشعب المصري وقيادته أبداً لم يقصروا منذ اليوم الأول.”
وأكد بكري أننا في مصر لسنا وسطاء، ولسنا محايدين في قضية تمس الأمن القومي المصري والعربي، لكننا فقط نسعى إلى حل مشاكلكم مع فتح، ونسعى إلى وقف العدوان والوصول إلى حل عادل. نتمسك بأن الحل هو في دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى فكرة سبق لك في وقت سابق أن أبديت استعدادك للاعتراف بالكيان الصهيوني.
ونوه بكري: “نحن في الخندق مع شعبنا الفلسطيني، مدافعين عن حقوقه المشروعة، دون تراجع أو انقلاب على مواقفنا. الشعب المصري الذي رفض التطبيع مع العدو لأكثر من 44 عاماً لا يستحق منك ذلك، والقيادة السياسية المصرية التي لم تتوقف عن بذل كل الجهود وتقديم كل المساعدات لا تستحق منك ذلك. لقد عرفنا سبب انقلابك على موقفك السابق، ولكن إلى متى يبقى كرسي السلطة هو المتحكم في مواقف ومصير شعبنا الفلسطيني؟”
وطالب بكري من أبو مرزوق موقفاً مسؤولاً يتوافق مع تصريحاته السابقة، ولا يتجنى على مواقف مصر ومسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية. قائلا ” فلنوحد الجهود لوقف حرب الإبادة وإنقاذ شعبنا الذي يعاني الموت والجوع والدمار. نحن لسنا ضد المقاومة، لكننا ضد اختصار القضية ومصير شعب في من الذي يحكم ويتحكم”.
وانتهى بكري تصريحاته بقوله: “مصر ليس لها مصلحة مع أي طرف، ولقاءات الوزير عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، معكم هي خير دليل على ذلك. من أجلكم سافر إلى غزة وإلى رام الله واستقبلكم في مصر مرات متعددة، وكان الهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، أو وقف إطلاق النار مع إسرائيل وغيره.”