كتب – فيكتور يونان حنا:
في عالم الترانيم القبطية التي تمتزج فيها الأصوات بالنغمات الروحية، تتألق شخصية روجينا القمص.
شابة من مدينة أخميم بمحافظة سوهاج، لم تتجاوز الثلاثة والعشرين عامًا، ولكنها استطاعت أن تسطع بنجمها في سماء الفن القبطي بروحانية وصوتها الشجي. تحمل روجينا شغفًا متأصلًا بالفن القبطي الأصيل، تسعى من خلاله إلى توثيق هذا التراث الرائع ونقله للأجيال الجديدة بروح معاصرة دون أن تفقد الألحان أصالتها ورونقها.
منذ صغرها، كانت الترانيم جزءًا لا يتجزأ من حياتها، حيث كانت تجد في الألحان القبطية ملاذًا روحيًا يمنحها السلام.
بدأت رحلتها داخل أسرتها، حيث كان للقمص ميخائيل، جدها الراحل، دور كبير في غرس حب الألحان القبطية في قلبها. كان بمثابة الأب الروحي الذي ألهمها واستنار طريقها في عالم اللحن القبطي. وبعد رحيله، شعرت روجينا بمسؤولية كبيرة تجاه هذا التراث، مما دفعها لنشر أولى ترانيمها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتبدأ من هنا مسيرتها في عالم الترانيم.
لم يكن الطريق سهلًا، بل كان مليئًا بالتحديات التي واجهتها بشجاعة وإيمان. ورغم ذلك، كانت تجد في كل عقبة فرصة جديدة لتطوير نفسها ولإيصال رسالتها للجمهور بشكل اكبر. تعرف الجمهور على صوتها العذب خلال فترة جائحة كورونا، حيث كانت ترانيمها تبعث الطمأنينة والسكينة في نفوس المستمعين.
س: ممكن تعرفينا بنفسك يا روجينا؟
ج: اسمي روجينا روماني، وشهرتي روجينا القمص. أنا من مركز أخميم في محافظة سوهاج، وعندي 23 سنة. درست نظم المعلومات، لكن من وأنا صغيرة كان عندي شغف كبير بالترانيم والألحان القبطية. دا المجال اللي حبيته وأتمنى أكرس حياتي ليه من خلال العمل والخدمة.
س: إيه اللي جذبك للترانيم؟
ج: من صغري وأنا بحب الترانيم، وعائلتي كان ليها دور كبير في حبي ليها، خصوصًا جدي القمص ميخائيل. بعد ما تنيح، حسيت إن لازم أستمر في اللي هو بدأه، فبدأت أنشر الترانيم على السوشيال ميديا. أول ترنيمة نزلتها كانت لجدي، ومن هنا بدأت رحلتي. ومع كل مناسبة أو عيد قديس، كنت بنزل ترنيمة جديدة، والموضوع بقى جزء من حياتي اليومية.
س: ازاي طورت موهبتك ووصلتي للمرحلة دي؟
ج: كنت دايمًا بحاول أطور نفسي من خلال نشر المزيد من الترانيم على منصات التواصل الاجتماعي. لقيت تشجيع كبير من الناس وأهلي، والدعم ده كان دافع كبير ليا. في فترة جائحة كورونا، الناس بدأت تعرفني أكتر، والإقبال على الترانيم زاد، وحسيت بيد ربنا بتقودني في كل خطوة.
س: إيه اللي بيلهمك في شغلك؟
ج: أول وأهم مصدر إلهامي هو ربنا. وكمان عائلتي كانت دايمًا سند ليا ودعمها مش بيتقدر. الدعم اللي لقيته من الناس وحبهم لأعمالي كان ليه دور كبير، وخلاني أستمر وأطمح للأفضل.
س: إيه أبرز إنجازاتك في مجال الترانيم؟
ج: واحدة من أسعد لحظات حياتي كانت لما ترنيمة “امدح في البتول” ولحن “راشي ني” اتعرضوا على قناة أغابي. اللحظة دي كانت تحقيق لحلم كبير، وحسيت بفرحة كبيرة. لكن برغم كده، أنا شايفة نفسي لسه في بداية الطريق، ودايمًا بطمح لتحقيق المزيد، وربنا يوفقني.
س: إيه خططك المستقبلية في مجال الترانيم؟
ج: خططي المستقبلية بتدور حوالين تطوير موهبتي بشكل أكبر، سواء من خلال تعلم المزيد عن الألحان القبطية أو تحسين أدائي الفني. نفسي أوصل لجمهور أوسع من خلال نشر ترانيم أكتر على منصات مختلفة، ويمكن كمان أفكر في إنتاج ألبوم يضم مجموعة من الترانيم اللي تعبر عن حبي للألحان القبطية. نفسي كمان أشارك في فعاليات دينية أكتر، علشان أقدر أخدم الناس من خلال صوتي.
س: إيه رأيك في دور الفن في المجتمع، خاصةً في السياق الديني؟
ج: أنا شايفة إن الفن، وخصوصًا الترانيم الدينية، ليه دور كبير في تعزيز الروحانية والإيمان عند الناس. الترانيم مش مجرد أغاني، هي وسيلة للتواصل مع ربنا ونشر الرسائل الروحية والمحبة. وأنا مؤمنة إن الفن ممكن يكون جسر يربط الناس بإيمانهم ويعزز من روابط المجتمع من خلال نشر السلام والمحبة.
س: في شخصيات معينة أثرت في مسيرتك الفنية؟
ج: أكيد، جدي القمص ميخائيل كان ليه أثر كبير في حياتي. هو اللي علمني حب الترانيم والألحان القبطية، ومن خلاله عرفت قيمة الفن الروحي. كمان، في مرنمين ومرنمات كتير بعتبرهم قدوة وباتعلم منهم.
س: هل بتواجهي تحديات في مجال الترانيم؟ وبتتعاملين معها ازاي؟
ج: طبعًا، في تحديات كتير، سواء في تقديم محتوى مميز يجذب الناس، أو في التوازن بين العمل والخدمة والفن. لكني باتعامل مع التحديات دي بإيمان وثقة في ربنا، وباعتبرها فرص لتطوير نفسي وتقديم الأفضل دايمًا.
س: رسالتك للجمهور؟
ج: رسالتي للجمهور هي إن كل واحد لازم يتعب ويجتهد علشان يحقق أحلامه، وإنه يكون واثق في نفسه وفي ربنا. الثقة والإيمان هما المفتاح لتحقيق اللي بنحلم بيه في الحياة.
س: كيف تحلمين بمستقبل الفن القبطي؟
ج: أنا بحلم إن الفن القبطي ينتشر أكتر ويكون له دور أكبر في حياتنا الروحية والاجتماعية. الفن ده جزء من تراثنا وهويتنا، ولازم نحافظ عليه وننقله للأجيال اللي جاية. نفسي أشوف شباب أكتر مهتمين بتعلم الألحان القبطية والمشاركة في الترانيم. لو اتحقق ده، هنبقى حافظنا على جزء كبير من تراثنا الروحي والفني.
س: كلمة أخيرة تحبي توجيهها للقراء؟
ج: أحب أشكر كل الناس اللي دعموني وشجعوني من البداية. محبتكم هي الدافع الأساسي اللي بيخليني أستمر. أتمنى دايمًا أكون عند حسن ظنكم، وأوعدكم إني هفضل أقدم الأفضل بإذن الله. وبدعوكم دايمًا تصلوا من أجلي، علشان أقدر أقدم ترانيم تلامس قلوبكم وتنور حياتكم.