في تصريح لافت يعكس موقفًا حذرًا ومرنًا من جانب إيران، أكد وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، أن إيران لن تنجر إلى ردود فعل مفرطة تجاه أي استفزازات، بل ستعتمد على استراتيجيات محسوبة ومدروسة. وقال ظريف: “نحن في إيران أذكى من أن نسمح لإسرائيل أن تدمرنا، والدول العربية تشمت بنا. لن نرد بشكل كبير، ردنا محدود ومدروس وضمن القواعد المتفق عليها.”
هذا التصريح يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خاصة بين إيران وإسرائيل، على خلفية عدة ملفات حساسة. ظريف، الذي عرف بدبلوماسيته الهادئة والفعالة خلال توليه حقيبة الخارجية، يعكس بتصريحه هذا نهجًا يعتمد على ضبط النفس وتجنب التصعيد غير الضروري.
يرى مراقبون أن تصريحات ظريف تمثل رسالة موجهة ليس فقط إلى إسرائيل والدول العربية، بل أيضًا إلى المجتمع الدولي، تؤكد فيها إيران أنها لن تكون سببًا في تفجير الأوضاع بالمنطقة، لكنها في الوقت ذاته لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تهديد لأمنها القومي.
ومن الجدير بالذكر أن ظريف، الذي لعب دورًا محوريًا في إبرام الاتفاق النووي مع القوى الكبرى عام 2015، لا يزال يشكل وجهة نظر معتدلة داخل النظام الإيراني، ويدعو دائمًا إلى انتهاج دبلوماسية واعية تخدم مصالح إيران العليا وتحافظ على استقرار المنطقة.