متابعات هاني فريد
أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي ، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تتحمل المسئولية الكاملة عن التصعيد الخطير الذي يدفع منطقتنا نحو هاوية حرب إقليمية ستفجر حتماً المزيد من التوتر والصراع.
وقال الصفدي، خلال كلمته في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، إن “التصعيد يتوقف بوقف سببه، وهو العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم على غزة ، الذي يستمر منذ عشرة شهور، دون فعل دولي رادع يلجم العدوانية الإسرائيلية، ويوقف قتل الأبرياء، وينهي استباحة حقوق الشعب الفلسطيني ، ويعاقب مرتكبي جرائم الحرب ، ويحمي ما بقي من مصداقية لقانون دولي ثبتت انتقائية تطبيقه”.
وأضاف: “يتفاقم التصعيد لأن المجتمع الدولي ومؤسساته سمحت لحكومة إسرائيلية يقودها التطرف والعنصرية أن تفرض القتل والخراب والدمار على فلسطين ، وأن تخرق القانون الدولي، وتعتدي على سيادة الدول وأمنها”.
وتابع الصفدي: ” إسرائيل هي التي تقتل، وهي التي تخرب، وهي التي تدمر وتصعد، ويجب أن يضغط فورا على إسرائيل كل من يريد خفض التصعيد، وحماية الأمن والسلم الإقليميين والدوليين من تداعياته الكارثية”.
وحذر الصفدي، من أن التصعيد وحد التفجر سيتفاقم لحرب شاملة إن لم يتحرك العالم فوراً لحماية المنطقة من “الانتقامية الفجة”، و”العقائدية الإلغائية العنصرية” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء المتطرفين في حكومته، الذي وصل أحدهم حد تبرير قتل الفلسطينيين تجويعاً، والذين ينكرون على الفلسطينيين إنسانيتهم، وكرامتهم، وحقهم في الحياة والحرية، ويعيثون في الأرض قتلاً، وتدميراً، واستباحة لكل القيم الإنسانية.
وشدد على أن “لا أحد منا يريد تصعيداً محتوم أن تداعياته لن تكون إلا دماراً لن يحل الصراع بل سيفاقم ويلاته”، مضيفا ” موقفنا اليوم يجب أن يكون واضحاً صريحاً مباشراً بأن الطريق لخفض التصعيد تبدأ بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة ، و الضفة الغربية و القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، التي ستبقى حمايتها أولوية الوصي عليها، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين”.
وأردف قائلا: “يجب أن يتبع الخطوة الأولى نحو خفض التصعيد، خطوات فورية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أساس الصراع والشر كله، ولتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 ، و القدس المحتلة عاصمة أبدية لها، سبيلاً وحيداً لتلبية حق منطقتنا وشعوبها في الأمن والسلام والاستقرار”.
وشدد الصفدي على أنه “يجب أن يسمع العالم منا اليوم موقفاً واضحاً يرفض انتهاكات إسرائيل القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وسيادة الدول”، مؤكدا أن العدوان على العاصمة اللبنانية “بيروت”، خرق مدان فاضح للقانون الدولي وتصعيد خطير، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية “طهران” جريمة تصعيدية نكراء، وعدوان على سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ندينه بالمطلق.
وأكد أن الصراع لم ينتهِ ولن تنعم المنطقة بالأمن والسلام ما لم ينتهِ الاحتلال ويحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، مؤكدا أن المملكة الأردنية الهاشمية ستبقى السند ل فلسطين وأهلها، تطلب حقهم، وترفض قهرهم، وتسند ثباتهم في أرضهم، التي ارتوت بدماء شهداء الجيش العربي الباسل، والتي يجب أن تتحرر من الاحتلال وظلمه، ليرفع علم فلسطين فوقها رمزاً لسيادتها واستقلالها وتعيش حينذاك منطقتنا بسلام.
وأضاف الصفدي: “لا نريد تصعيداً لن يؤدي إلا إلى جر المنطقة إلى هاوية حرب إقليمية كارثية يريدها التطرف الإسرائيلي خدمة لمطامع قياداته وأجنداته الظلامية”.
وتابع: “قولنا لكل العالم ومؤسساته، ولمجلس الأمن تحديدًا، واضح قلناه ونكرره “أوقفوا العدوان الهمجي على غزة، أوقفوا استباحة حقوق الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب ضده، أوقفوا خروقات إسرائيل للقانون الدولي وألزموها احترامه فينخفض التصعيد، الذي سيعود حتماً ليهدد أمن المنطقة، ما لم يزل الاحتلال، ويرفع الظلم، وينتهِ القهر”.
من ناحية أخرى، بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، خلال لقائه على هامش الاجتماع، مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، جهود خفض التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، وسبل تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين.
كما التقى الصفدي، وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، حيث تابع الوزيران المحادثات التي كانا أجرياها خلال الزيارة التي قام بها الصفدي إلى طهران تلبية لدعوة من كني، يوم الأحد الماضي.
وبحث الصفدي ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، في اجتماع عقداه على هامش أعمال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي ، الأوضاع الإقليمية، وسبل تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين.
واجتمع الصفدي أيضاً، بنائب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية وليد الخريجي، الذي يرأس وفد بلاده إلى اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الطارئ، وبحث معه الأوضاع الإقليمية، والعلاقات الأخوية بين المملكتين.