محمود السعدني، الكاتب الساخر المعروف، مر بالعديد من المواقف الطريفة خلال فترة سجنه في سجن الواحات. تلك المواقف لم تكن فقط مصدرًا للضحك بين المساجين، ولكنها أيضًا ألقت الضوء على حنكته وقدرته على التعامل مع الظروف الصعبة بخفة دم وروح مرحة. في أحد تلك المواقف، دخل السعدني في حوار كوميدي مع الشاويش “متى”، والذي انتهى بموقف مفاجئ يكشف عن طبيعة الحياة في السجن، حيث كان للسخرية دائمًا مكان. هذا الحوار نُقل في كتابه “الطريق إلى زمش”، ليمثل أحد المشاهد الحية التي تعبر عن تلك الفترة.
كان محمود السعدني مسجونًا في سجن الواحات، وكان الضباط يتركونه يجلس معهم بدلًا من أن يشقى في الجبل لأن دمه خفيف طبعًا! وفي يوم من الأيام، قام الشاويش “متى” يجري وراءه وهو يقول: “والمسيح لأكسر لك رأسك!” وبعدما حل المساجين الموضوع، اتضح أن سبب الخلاف كان هذا الحوار الذي دار بين الشاويش متى ومحمود السعدني!
- السعدني أحب أن يعرف لماذا الشاويش زعلان ومهموم بعد عودته من الإجازة.
- الشاويش: أصل الواد ابني أخذ الإعدادية.
- السعدني: طيب وهذه حاجة تزعل يا حضرة الصول؟ دا ابنك يبقى عبقري.
- الشاويش: أصل اللي مدايقني يا سعدني أن الواد عايز يكمل تعليمه والحال زي ما أنت عارف على القد!
- السعدني: يا راجل واحد عبقري زي ابنك لازم يكمل تعليمه وأهو التعليم مجاني وربنا يساعدك لحد ما يأخذ التوجيهية.
- الشاويش: طيب وبعد الثانوية يا سعدني يروح فين؟
- السعدني: يروح الجامعة يا حضرة الصول.
- الشاويش: جامعة إيه أنت الآخر؟ … هو أنا معايا فلوس! دا أنا بستلف على ماهيتي مرتين علشان أمشي حالي.. تقوللي يروح الجامعة!؟
- السعدني: طبعًا يروح الجامعة، واد عبقري زي ده لازم يروح الجامعة ويخش كلية طب أو هندسة أو حتى حقوق أو آداب ويبقى مثقف!
- الشاويش: مثقف! يا فرحتي .. طيب وبعد كده؟
- السعدني: يجي معانا هنا يا شاويش! (السجن) 🤣🤣🤣
وأشار السعدني للمساجين وقال: أهم كل اللي أنت شايفهم دول جم هنا علشان مثقفين!
من كتاب الطريق إلى زمش
الكاتب الساخر محمود السعدني