متابعات ـ هاني فريد
نفذت إسرائيل خلال الـ24 ساعة الماضية سلسلة من الاغتيالات، بدأتها بفؤاد شكر، عضو حزب الله اللبناني في بيروت، التي زعمت أنه المسؤول عن قصف مجدل شمس، تبعتها باغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي ل حركة حماس في طهران، فما السيناريوهات المتوقعة للرد من الجانبين على تلك العمليات؟
يقول أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إسرائيل خلال الساعات الماضية نفذت عمليات اغتيال نوعية في استهداف مباشر لعاصمتين يمثلان كما يقولون محور المقاومة الفلسطينية سواء بيروت أو طهران، مشيرًا إلى أن رسالتها الواضحة تكمن في الوصول لقلب العاصمتين.
تعتبر تلك العمليات، وفقًا للرقب، جرأة كبيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، الذي من الواضح أنه حصل على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية قبل تنفيذهم، خلال زيارة نتنياهو الأخيرة للبيت الأبيض، مؤكدًا في نفس ذات الوقت أنهم – يقصد الإسرائيليون – كانوا واثقون تمامًا من أنه لن يكون هناك رد كبير من حزب الله اللبناني ولا من إيران.
ولإيران تجارب سابقة في تعرض قادتها للاغتيال، منهم قاسم سليماني – القائد في الحرس الثوري الإيراني – بجانب قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وفي كلا الحالتين كما يقول أستاذ العلوم السياسية كان الرد محدودًا ومحدودًا جدًا، مشيرًا إلى أنه حتى المسيرات التي أرسلتها إلى إسرائيل مباشرة كانت مسيرات إعلامية أكثر منها تفجيرية.
حول كيفية تمكن الاحتلال من الوصول إلى قلب العاصمة الإيرانية طهران واغتيال إسماعيل هنية، يرى الأستاذ أيمن الرقب، أنه من الواضح أن هناك خللًا أمنيًا كبيرًا جدًا في طهران، مكن الاحتلال من الوصول لهنية واغتياله، مشددًا على أن هذه المسألة لا بد وأن تجيب عليها السلطات الإيرانية بكل شفافية.
وبعيدًا عن الرد والرد المتوقع، أكد السياسي بجامعة القدس، أن من سيتحمل وزر الرد على الاحتلال الإسرائيلي، هي فقط المقاومة الفلسطينية، التي ستأخذ على عاتقها قدر المستطاع الرد على هذه الجرائم، رغم محدودية الرد الآن، بعد 10 أشهر من الحصار المفروض على غزة والمقاومة في الضفة الغربية.
ولن يكون لدى المقاومة الفلسطينية سبيل سوى أن تجد ردًا مؤلمًا للاحتلال، معتقدًا أن الفترة المقبلة ستشهد توقف للمفاوضات وموضوع الهدنة، حتى الانتهاء من الانتخابات الأمريكية، وهو الأمر الذي يريده نتنياهو وأعطى بنفسه ما يصل إلى 4 أو 5 أشهر قبل التوصل لاتفاق نهائي.
ولذلك يرى الرقب أنه علينا انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية وتأثيراتها لاحقًا على سير المعارك في المنطقة بشكل كامل، مشيرًا إلى أنه حتى يتم ذلك لا يتوقع توسيع دائرة الحرب، والرد المنتظر سواء من إيران أو حزب الله اللبناني سيكون محدودًا.